إسرائيل في حالة حرب - اليوم 644

بحث

إدارة ترامب تسعى للنأي بنفسها عن الضربة الإسرائيلية لإيران

روبيو يؤكد أن الضربات كانت أحادية الجانب وأنه "يجب ألا تستهدف إيران المصالح أو الأفراد الأمريكيين"، دون أن يوضح ما إذا كانت واشنطن ستدعم إسرائيل إذا واجهت ضربات انتقامية

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الغرفة الشرقية بالبيت الأبيض، 12 يونيو 2025. (AP/Alex Brandon)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الغرفة الشرقية بالبيت الأبيض، 12 يونيو 2025. (AP/Alex Brandon)

سعت إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى النأي بالولايات المتحدة عن الضربات الإسرائيلية على إيران، وهي هجمات من المرجح أن تُعقّد مساعي ترامب للتوصل إلى اتفاق نووي مع طهران.

وقالت إسرائيل إنها قصفت أهدافا نووية إيرانية لمنع طهران من تطوير أسلحة ذرية، في الوقت الذي كانت إدارة ترامب تستعد فيه لعقد جولة سادسة من المحادثات يوم الأحد بشأن برنامج طهران لتخصيب اليورانيوم.

وأكد ماركو روبيو، وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي في إدارة ترامب، أن الضربات الإسرائيلية كانت أحادية الجانب، وأن واشنطن كانت تعلم أن الضربات ستحدث.

وقال روبيو في بيان: “لم نشارك في ضربات ضد إيران، وأولويتنا القصوى هي حماية القوات الأمريكية في المنطقة”. وأضاف “أبلغتنا إسرائيل بأنها تعتقد أن هذا الإجراء ضروري للدفاع عن نفسها”.

وجه روبيو تحذيرا شديد اللهجة لإيران، بعد يوم من إصدار الولايات المتحدة أمرا لبعض الموظفين الأمريكيين بمغادرة الشرق الأوسط جراء التوتر في المنطقة. وقال “دعوني أكون واضحا: يجب ألا تستهدف إيران المصالح أو الأفراد الأمريكيين”.

ولم يذكر ما إذا كانت واشنطن ستدعم إسرائيل إذا واجهت ضربات انتقامية، وهو موقف معتاد فيما سبق.

وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ينزل من طائرة “إير فورس ون” عند وصوله إلى مطار هاغرستاون الإقليمي في هاغرستاون، ولاية ماريلاند، في 8 يونيو 2025. (AP/Manuel Balce Ceneta)

وقبل ساعات قليلة من الضربات، حث ترامب على إيجاد حل دبلوماسي للتوترات، مشيرا إلى أن توجيه ضربة لإيران “أمر وارد جدا”.

وأعلنت واشنطن وطهران أمس الخميس عن خطط لعقد جولة أخرى من المحادثات يوم الأحد في سلطنة عُمان بين المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي. لكن لم يتضح بعد ما إذا كان هذا الاجتماع سيُعقد. ولم يُجب متحدث باسم ويتكوف على استفسار بهذا الشأن.

وقد أوضح مسؤولون إيرانيون يوم الجمعة أنهم يعتزمون الرد بإجراء حاسم بعد أن استهدفت الضربات الإسرائيلية منشأة التخصيب الرئيسية في نطنز، وبرنامج الصواريخ الباليستية للبلاد، بالإضافة إلى كبار العلماء والمسؤولين النوويين.

صورة نشرتها قناة سباه نيوز الرسمية التابعة للحرس الثوري الإيراني على تليغرام في 13 يونيو 2025، تظهر تصاعد الدخان من موقع يبدو أنه استهدف بضربة إسرائيلية في العاصمة الإيرانية طهران فجر اليوم. (SEPAH NEWS / AFP)

وبالفعل، أطلقت إيران بحلول الصباح أكثر من 100 طائرة مسيّرة باتجاه إسرائيل، وفقًا لما أعلنه الجيش الإسرائيلي الذي أكد أنه يعمل على إسقاطها.

وفي الساعات التي سبقت الهجوم، بدا أن ترامب كان لا يزال يأمل في أن يكون هناك المزيد من الوقت للدبلوماسية.

وكتب ترامب في منشور على منصّته “تروث سوشل” للتواصل الاجتماعي، “ما زلنا ملتزمين التوصل إلى حلّ دبلوماسي للقضية النووية الإيرانية! لقد صدرت توجيهات لإدارتي بأكملها بالتفاوض مع إيران”، مؤكدا أن الجمهورية الإسلامية “بإمكانها أن تصبح دولة عظيمة، لكن عليها أولا أن تتخلى تماما عن آمالها بامتلاك سلاح نووي”.

وأتى هذا المنشور بعيد أشارة الرئيس الأميركي إلى أنّ خطر نشوب “صراع واسع النطاق” في الشرق الأوسط دفع الولايات المتحدة إلى تقليص عدد دبلوماسييها في المنطقة، وبخاصة في العراق.

وكان مسؤول أميركي قال الأربعاء إنّ واشنطن تقلّص عدد الموظفين في سفارتها في بغداد بسبب مخاوف أمنية.

لكنّ ترامب شدّد مع ذلك على “أنّنا قريبون الى حدّ ما من التوصّل إلى اتفاق جيّد للغاية” مع إيران.

وردا على سؤال بشأن محادثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، قال ترامب: “لا أريدهم أن يتدخلوا، لأنني أعتقد أن ذلك سينسف الأمر برمته”، قبل أن يضيف أنّ ذلك “قد يساعد في الأمر عمليا، لكن قد ينسفه أيضا”.

وأضاف الرئيس الأميركي: “أريد تجنّب النزاع. سيتعيّن على إيران التفاوض بجدية أكبر، مما يعني أنهم سيُجبرون على إعطائنا بعض الأمور التي هم ليسوا مستعدين لإعطائها لنا الآن”.

ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل في إعداد هذا التقرير

اقرأ المزيد عن