إسرائيل في حالة حرب - اليوم 571

بحث

انطلاق أول رحلة جوية مباشرة بين المغرب وإسرائيل الثلاثاء بعد استئناف العلاقات

سيكون جاريد كوشنر ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات على متن الرحلة التاريخية من تل أبيب إلى الرباط

الأعلام الوطنية للمغرب وإسرائيل والولايات المتحدة على طائرة تابعة لشركة "إل عال" متجهة إلى المغرب، على متنها وفدا يهدف لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق تطبيع بين القدس والرباط، في مطار بن غوريون، بالقرب من تل أبيب، 22 ديسمبر 2020 (Judah Ari Gross/Times of Israel)
الأعلام الوطنية للمغرب وإسرائيل والولايات المتحدة على طائرة تابعة لشركة "إل عال" متجهة إلى المغرب، على متنها وفدا يهدف لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق تطبيع بين القدس والرباط، في مطار بن غوريون، بالقرب من تل أبيب، 22 ديسمبر 2020 (Judah Ari Gross/Times of Israel)

أ ف ب – يزور مستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنر الثلاثاء المغرب منطلقا من إسرائيل على متن أول رحلة جوية مباشرة بعد استئناف العلاقات بين البلدين، لتكون المملكة المغربية رابع دولة عربية تتخذ هذا القرار في الآونة الاخيرة برعاية الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب.

ويرتقب أن يلي استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل التوقيع على عدة اتفاقيات، بحسب برنامج الزيارة قيد التحضير في الرباط.

كما يشمل هذا الاستئناف تسهيل الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين وتطوير العلاقات في المجالين الاقتصادي والتكنولوجي، بحسب ما أعلن الديوان الملكي المغربي في 10 تشرين الثاني/نوفمبر.

ويزور 50 إلى 70 ألف يهودي المغرب سنويا غالبيتهم من اسرائيل، لكن في رحلات جوية غير مباشرة. ويأتي الكثير منهم لإحياء احتفالات دينية في مزارات يهودية في المغرب.

يمثل حضور كوشنر الى المملكة مباشرة من إسرائيل أيضا واحدا من إنجازات ادارة ترامب في الشرق الأوسط، وذلك قبل أقل من شهر من انتهاء ولايته.

ويترأس الوفد الإسرائيلي مستشار الأمن القومي مئير بن شبات، وهو من أصل والدين يهوديين ولدا في المغرب.

وخلال احتفال في القدس إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاثنين، قال كوشنر إن التطبيع مع المغرب “سيوفر مجموعة جديدة كاملة من الفرص لشمال إفريقيا والشرق الأوسط بأسره”.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعقد مؤتمرا صحفيا مع مستشار الرئيس الامريكي جاريد كوشنر في القدس، 21 ديسمبر 2020 (RONEN ZVULUN / X90084 / AFP)

وتابع: “أدت جهودنا الجماعية إلى ولادة شرق أوسط جديد حيث تحدث الانجازات والاختراقات كل يوم تقريبا”.

وكانت المغرب قد حصلت في مقابل استئناف العلاقات مع إسرائيل على اعتراف الولايات المتحدة بسيادتها على الصحراء الغربية، المتنازع عليها مع جبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر.

وتضمن القرار الذي اتخذه ترامب كذلك الإعلان عن عزم الولايات المتحدة على افتتاح قنصلية في مدينة الداخلة بالصحراء الغربية، بينما تحدثت الصحافة المغربية عن حزمة استثمارات أميركية “هائلة” في المنطقة.

في الوقت نفسه، من المقرر أن تعيد إسرائيل والمغرب فتح مكاتب دبلوماسية وتفعيل التعاون الاقتصادي بينهما.

وأشاد نتنياهو بما وصفه بـ”الثورة” التجارية التي أطلقها اتفاق التطبيع الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، والذي وعد بأنه سيطبق أيضا بالنسبة للمغرب.

وقال عن الإسرائيليين والإماراتيين: “الجميع منشغلون بتقبل بعضهم البعض وبممارسة الأعمال التجارية معا… والشيء نفسه الآن سيحدث في الرباط والدار البيضاء. نعم،  تواجد الإسرائيليون هناك من قبل ولكن مع الرحلات الجوية المباشرة سيكون الأمر مختلفا تماما”.

“قضية وطنية”

تعتبر قضية الصحراء الغربية قضية وطنية بالنسبة للمغرب، تماما كما هو الشأن بالنسبة للقضية الفلسطينية. وكان إعلان الرئيس الأميركي الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية مقابل تطبيع المملكة علاقاتها مع إسرائيل “بمثابة قنبلة” بحسب تعبير الباحثة في العلوم السياسية خديجة محسن فنان في مقال بموقع “أوريون 21”.

وبينما احتفى المغاربة “في كل أرجاء العالم” بحسب وكالة الأنباء المغربية، “بسيادة المغرب على  الصحراء”، منعت السلطات الأسبوع الماضي تظاهرتين في الرباط للتنديد بتطبيع العلاقات مع إسرائيل بحضور أمني مكثف.

عربة عسكرية مغربية تمر بالقرب من حطام سيارات في كركرات بالصحراء الغربية، بعد تدخل القوات المسلحة الملكية المغربية في المنطقة، 24 نوفمبر 2020 (Fadel SENNA / AFP)

من جهتها اعتبرت حركة حماس القرار المغربي “خطيئة سياسية لا تخدم القضية الفلسطينية”، في مقابل إشادة عدة دول بالتقارب بين المملكة وإسرائيل.

دوليا أيضا اعتبرت روسيا والجزائر وجبهة بوليساريو المطالبة باستقلال الصحراء الغربية، اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية عليها “غير شرعي”، ومناقضا لقرارات مجلس الأمن الدولي حول الموضوع.

وسبق للمغرب أن أقامت علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، حيث يعيش نحو 700 ألف شخص من أصول مغربية، في تسعينات القرن الماضي عقب التوقيع على اتفاق أوسلو للسلام، قبل أن تقطع المملكة العلاقات رسميا إثر الانتفاضة الفلسطينية عام 2000.

تعاون قديم

لكن تعليق العلاقات الرسمية بين البلدين لم يمنع استمرار مبادلات تجارية بلغت قيمتها 149 مليون دولار بين عامي 2014-2017، بحسب وسائل إعلام مغربية.

كما أفادت نشرة لغرفة التجارة الفرنسية الإسرائيلية أن المغرب من ضمن الأسواق الخمسة الأوائل لإسرائيل في إفريقيا.

وذكر مدير جريدة الأحداث المغربية المعروف بقربه من السلطات أحمد الشرعي في مقال نشرته جريدة “جيروسالم بوست” بأن استئناف العلاقات مع إسرائيل إنما يؤكد “شراكة قائمة عمليا منذ 60 عاما”، تشمل خصوصا “التعاون في المجال الاستخبارات والأمن”.

يهود مغاربة وسياح يهود إسرائيليون يشاركون في احتفالات ’سيمحات توراة’ في كنيس بمراكش، 12 أكتوبر، 2017. (AFP PHOTO / FADEL SENNA)

وينص الدستور المغربي على “الرافد العبري” باعتباره مكونا من مكونات الهوية الوطنية في ما يعد أمرا نادرا بالعالم العربي.

كما تضم الدار البيضاء متحفا للذاكرة اليهودية، فضلا عن “بيت للذاكرة” في مدينة الصويرة التي اشتهرت تاريخيا باحتضان عدد مهم من المغاربة اليهود، ويقام فيها أيضا مهرجان سنوي للموسيقى اليهودية-العربية.

وأدرجت وزارة التربية الوطنية في المناهج الدراسية دروسا لتاريخ المغاربة اليهود وثقافتهم.

ورغم أن المملكة تستمر في إغلاق حدودها للتصدي لوباء كورونا، إلا أن افتتاح خط جوي مباشر مع إسرائيل أحيا آمال العاملين في قطاع السياحة الحيوي في الاقتصاد المغربي، الذي تضرر كثيرا جراء الأزمة الصحية.

وروجت وزيرة السياحة المغربية نادية فتاح في حديثها مع قناة بث إسرائيلية الأسبوع الماضي للمؤهلات السياحية للمغرب، مشيرة إلى خليج الداخلة في الصحراء الغربية الشهير بجذب هواة الرياضات البحرية.

اقرأ المزيد عن