أولمبياد 2016: أكبر بعثة إسرائيلية على الإطلاق جاهزة لريو
47 رياضيا يتنافسون في 17 رياضة سيلقون تشجيعا من آلاف السياح الإسرائيليين واليهود من حول العالم
ريو دي جانيرو (جيه تي ايه) – عندما يتم إفتتاح دورة الألعاب الأولمبية هنا مساء الجمعة، ستفتخر إسرائيل بإرسالها أكبر بعثة على الإطلاق مع 47 رياضيا سيتنافسون في 17 رياضة.
من بينهم لاعبة الغولف لاتيتيا بك، حفيدة أحد الناجين من المحرقة؛ ولوناه خيماتي، عداء ماراثون كيني الأصل؛ ورون دارمون، أول لاعب ترياثلون يمثل إسرائيل في الألعاب الأولمبية.
ويتوقع أن يظهر الإسرائيليون واليهود من حول العالم تشجيعهم للفريق، الذي فشل في إحراز ميدالية في 2012 عندما كان عدد الرياضيين المشاركين في الوفد 37. ومن المتوقع أن يحضر 10,000 سائح إسرائيلي المبارايات – وسينضم إليهم حوالي 40,000 من الجالية اليهودية صاحبة الحضور القوي في ريو، إلى جانب مشجعين يهود آخرين من جميع أنحاء البرازيل ومن حول العالم.
وقال رئيس اللجنة الأولمبية الإسرائيلية يغال كارمي للوفد خلال لقاء عُقد في مقر إقامة رئيس الدولة رؤوفين ريفلين في القدس في 13 يوليو قبل السفر إلى البرازيل: “نحن فريق صغير مقارنة ببلدان أخرى، ولكن لدينا النوعية ونحن عازمون”، وأضاف: “أنا فخور جدا بالفريق الإسرائيلي. نحن جاهزون للمنافسة على أعلى المستويات”.
إحدى أكبر الأمال الأولمبية الإسرائيلية هي لاعبة الجمباز الإيقاعي نيتاع ريفكين، وهي التي ستحمل العلم الإسرائيلي في حفل الإفتتاح.
وقالت ريفكين خلال اللقاء: “عندما أُبلغت بذلك، شعرت بأنني أحقق حلما شخصيا آخر (…) بإسم جميع الرياضيين، أستطيع أن أعدكم بأننا سنبذل كل ما في وسعنا. جميعنا يرغب بجلب لحظات من السعادة للشعب الإسرائيلي”.
بعد الرياضيين الإسرائيليين وصلوا إلى البرازيل في وقت مبكر للتأقلم مع المناخ والإعداد في البرازيل. الكثيرون منهم فضلوا تجنب ضجة ريو وأقاموا مؤقتا في ساو باولو، أكبر مدينة في البلاد وعاصمتها الإقتصادية – التي لا ينبغي خلطها بالعاصمة الفعلية للبرزايل، وهي برازيليا – وموطن أكبر جالية يهودية في البلاد.
على الرغم من بعد عن القرية الأولمبية في ريو مسافة 250 ميلا، لكن تم إختيار “هيبرايكا” في ساو باولو – وهو مجمع ضخم شبيه إلى حد ما بمركز للجالية اليهودية – لمعسكر التدريبات قبل إنطلاق الألعاب لفرق السباحة وكرة الماء وكرة السلة والجمباز وكرة اليد والجودو والرماية وكرة المضرب وكرة الطائرة الإسرائيلية واليابانية.
“نصف البعثة الإسرائيلية سيتدرب في هيبرايكا”، بحسب آفي غلبرغ، رئيس النادي الرياضي. “نشعر بفخر كبير كيهود بأن نكون قادرين على أن نكون قريبين من الرياضيين الإسرائيليين ومساعدتهم في الإستعدادات – ولما لا؟ – والمساهمة في إنجازاتهم”.
إلى جانب ترؤسه لأكبر نادي رياضات يهودي، فإن غلبرغ، الذي وُلد في حيفا، يترأس أيضا منظمة “مكابي” في البرازيل.
وقال: “الترحيب بالألعاب الأولمبية هو فخر كبير (…) على الرغم من المسائل السياسية والفساد والزيكا والتلوث وما إلى ذلك، أنا على ثقة بأن البرازيل ستقدم ألعابا ممتازة بنفس الطريقة التي فعلوها مع كأس العالم لكرة القدم هنا في 2014”.
وأضاف غلبرغ، الذي سيكون أيضا ملحق البعثة الإسرائيلية، “سيكون بمقدور إسرائيل تقديم نفسها بصورة إيجابية بعيدا عن الصراعات”.
ويشمل الوفد الإسرائيلي ايضا 34 مدربا و25 موظف دعم.
في 16 دورة ألعاب أولمبية، فازت إسرائيل بسبع ميداليات – في الجودو والإبحار وقوارب الكانو. الرياضي الإسرائيلي الوحيد الذي حصل على ميدالية ذهبية هو البحار غال فريدمان (أثينا 2004) والذي فاز أيضا بالميدالية البرونزية في أتلانتا 1996.
حتى الأنباء مؤخرا عن إرهابيين إسلاميين – الذي أصدروا توجيهاتهم لـ”ذئاب وحيدة” لتنفيذ هجمات ضد البعثة الإسرائيلية – وكذلك سجن 12 شخص في البرازيل للإشتباه بمبايعتهم لتنظيم “داعش” عبر مواقع التواصل الإجتماعي لا يبدو أنها تشكل مصدر قلق لبعض أعضاء البعثة الإسرائيلية.
وقال داني أورن، المدير الرياضي للبعثة الإسرائيلية، لـ”جيه تي ايه”: “لا تجود لدينا مشاكل بشأن الأمن على الإطلاق. نشعر بالأمان بشكل كبير. ولكن بالطبع لا يمكننا الحديث كثيرا عن ذلك”.
يترقب أورن والبعثة بكاملها – والجميع تقريبا – الحفل الإفتتاحي ليلة الجمعة. لكن لن تنضم إليهم أكبر مسؤولة إسرائيلية ستحضر الألعاب. ميري ريغيف، وزيرة التربية والرياضة، الغير متدينة، فاجأت الجميع عندما أعلنت في 24 يوليو بأنها لن تدنس حرمة السبت.
وقالت في بيان لها “يوم السبت، يوم الراحة [في إسرائيل]، هو أحد أهم الهدايا التي منحها الشعب اليهودي للحضارة الإنسانية”، وأضافت قائلة: “بصفتي ممثلة لدولة إسرائيل، الدولة اليهودية الوحيدة في العالم، لن أشارك للأسف في حفل إفتتاح الألعاب الأولمبية لأن ذلك سيتطلب مني تدنيس حرمة السبت”.
ليس من الواضح ما إذا كانت الوزيرة هي الوحيدة التي ستفوت الحدث – ولكن أورن يؤكد على أن ذلك سيكون، إذا حدث، نتيجة دوافع تنافسية بحتة، وليس دينية. “إذا قرر هذا الرياضي أو ذاك عدم الحضور، سيكون ذلك لأن [حفل الإفتتاح] ينتهي في وقت متأخر وسيكون لديهم منافسة في وقت مبكر من صباح يوم السبت”، كما قال أورن.
مع ذلك، تم تأكيد حضور ريغيف في واحدة من أكثر اللحظات التي ينتظرها الإسرائيليون في ريو: مراسم لإحياء ذكرى الإسرائيليين الـ -11 الذين قُتلوا في أولمبياد ميونخ 1972 والتي ستُقام في بلدية ريو في 14 أغسطس. وسيشارك في تنظيمها اللجنة الأولمبية الدولية إلى جانب اللجنتين الأولمبيتين الإسرائيلية والبرازيلية.
وقال أوسياس وورمان، القنصل الإسرائيلي الفخري في ريو، لـ”جيه تي ايه”: “سيقوم رئيس البلدية بفتح أبواب بيته في بادرة صداقة مع الجالية اليهودية البرازيلية وشعب إسرائيل بكامله”.
في اللقاء الذي استُقبلت فيه البعثة في بيت رئيس الدولة في القدس تحدثت ريغيف عن الدول، التي اختارت عدم تسميتها، والتي لا تعترف بإسرائيل ولا تسمح لرياضييها بمنافسة الإسرائيليين.
وقالت ريغيف: “للأسف، هناك دول، حتى في يومنا هذا، تستغل الألعاب الأولمبية لتحقيق مكاسب سياسية وتميز ضد الرياضيين الإسرائيليين”، وأضافت: “يمثل ذلك لاسامية جديدة وعلينا محاربتها. عندما تكونوا في ميادين وقاعات الأحداث [الأولمبية]، تذكروا أن هناك بلد بكامله في الوطن يصلي لنجاحكم”.
وأضاف ريفلين: “إستعداداتكم كانت رائعة، والآن حان الوقت لجني ثمار جهودكم. نحن نثق بكم ونعرف أنكم قادرون وستعودون مع ميداليات أولمبية”.