إسرائيل في حالة حرب - اليوم 593

بحث

أهالي رهائن “شعروا بالإذلال” بعد لقاء ديرمر، ويقولون أنه يتم ترك أقاربهم للموت

تسفيكا مور وديتسا أور، العضوان في منتدى "تكفا" اليميني، يوجهان رسالة لاذعة لمفاوض الحكومة في ملف الرهائن، ويتهمانه بأنه ألمح بأنه يُتوقع من أولادهما الانتظار في الجحيم حتى نهايتهم المأساوية

وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر يحضر جلسة الكنيست بكامل هيئته في 22 يناير، 2025.  (Yonatan Sindel/ Flash90)
وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر يحضر جلسة الكنيست بكامل هيئته في 22 يناير، 2025. (Yonatan Sindel/ Flash90)

أرسل والد الرهينة إيتان مور ووالدة الرهينة أفيناتان أور يوم الخميس رسالة إلى وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، كبير مفاوضي إسرائيل في محادثات وقف إطلاق النار مع حماس، قالا فيها إنهما شعرا بـ”الغضب، والإذلال، والارتباك، والإرهاق” بعد لقائهما به لمناقشة الجهود المبذولة لإعادة أقاربهما من غزة.

وقال تسفيكا مور وديتسا أور، وكلاهما منتميان إلى منتدى “تكفا” اليميني، إن ديرمر لم يكلف نفسه حتى عناء السؤال عن سبب طلبهما الاجتماع، وهو طلب قالا إنهما قدّماه منذ فترة.

وكتبا في الرسالة، “بدأت بهجوم كلامي غير منضبط، لم نستطع استخلاص أي شيء منه تقريبا. نحن الثلاثة لسنا أغبياء. الكلمات القليلة التي تمكنا من قولها وصفتها أنت بأنها مقاطعة غير مؤدبة. ولو لم نكن غير مؤدبين، لما تمكنا حتى من قول هذا القليل”.

وأضافا “اختيارك لهذه الاستراتيجية (ولست أول من يتبعها) يعكس ازدراءً عميقًا لنا كأشخاص، وكآباء مكسوري القلوب”.

وتابعا في وصف اللقاء، “لما يقارب الساعتين، سردت علينا بتفصيل مطوّل ومزعج مراحل القتال والاتفاقات منذ بداية الحرب. حاولنا مرارًا تحويل التركيز إلى الوضع الحالي وكيفية التعامل مع التحديات الآنية، دون جدوى. أصررت على متابعة السرد التاريخي. وفي النهاية، وبعد ساعتين بلا صلة، بقي القليل من الوقت لمناقشة الخيارات الحالية، وكنّا قد استُنزفنا تمامًا”.

وقال مور وأور أنه في الساعات بعد الاجتماع “فهمنا هول الكارثة”.

ديتسا أور تحمل صورة ابنها أفيناتان، الذي يُحتجز رهينة في غزة، أمام مقر الجيش الإسرائيلي (الكرياه) في تل أبيب، 27 ديسمبر 2023. (Mati Wagner/Times of Israel)

تم تعيين ديرمر، المقرّب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المفاوض الرئيسي في ملف الرهائن في فبراير، حين حل محل رئيس الموساد دافيد برنياع ورئيس الشاباك رونين بار، بعد أن قرر نتنياهو تغيير نهج التفاوض.

وذكرت تقارير أن المفاوضات “فقدت الزخم” منذ تعيين ديرمر، وسط استياء داخل الفريق المفاوض من أسلوبه، ولم تُسجل أي اختراقات بارزة منذ توليه المهمة.

وكتب مور وأور في رسالتهما، “من لا يُطلق سراحه ضمن المجموعة الصغيرة الحالية [التي قالا إن ديرمر يسعى للتفاوض على إطلاقها]، فهو متروك لمصيره في أعماق الجحيم”. وأضافا: “لم نفهم منك أي خطة عملية ستُعيد [جميع الرهائن]، أو متى. بناءً على طلبنا، قدّمت تقديرا زمنيا بين 3 إلى 6 أشهر، لكن دون خطة عمل”.

وقالا أنهما استنتجا من كلام ديرمر أن العملية العسكرية الجارية تهدف إلى التوصل إلى صفقة جزئية أخرى، وليس إطلاق سراح جميع الرهائن، وأنه سيتم التمييز ضد العائلات الأكثر دعمًا لرئيس الوزراء. وكتبا “فهمنا المبدأ المؤلم والساخر… أحباؤنا سيُتركون في الجحيم، وسينتظرون نهايتهم المريرة بتهذيب وصبر. نحذّركم مرة أخرى من التمييز بين دم ودم، ومن تفضيل حياة رهائن على حساب آخرين. ليس من حقكم الاستسلام أو التنازل عن حياة أحبائنا. فقط الجميع — كلهم معًا”.

ويعارض منتدى “تكفا” الصفقات التي يتم فيها إطلاق الرهائن على مراحل، ويؤمن بأن الصفقة العادلة الوحيدة هي التي تشمل إطلاق جميع الرهائن، أحياءً وأمواتًا، دفعة واحدة. وقد عارض المنتدى في السابق أي مفاوضات مع حماس وأصر على مواصلة الحرب.

تسفيكا مور في صورة غير مؤرخة مع ابنه إيتان، المحتجز لدى حماس في غزة. (Courtesy)

يوم الإثنين، أجرى نتنياهو مكالمة مع مور وأبلغه أن إسرائيل تعمل على صفقة تشمل إطلاق سراح 10 رهائن. وأصدر منتدى “تكفا”، الذي يرأسه مور، بيانا بعد المكالمة يعارض فيه الاقتراح، واصفا إياه بأنه “سلكتسيا” — المصطلح المستخدم في الهولوكوست لوصف اختيار النازيين لليهود المؤهلين للعمل القسري وإرسال الباقين للموت.

ورغم أن العديد من عائلات الرهائن، خصوصًا المنتمين إلى “منتدى عائلات الرهائن والمفقودين”، يوجهون انتقادات حادة لأداء الحكومة، إلا أن استياء مور وأور يُعد لافتا نظرا لانتمائهما اليميني.

يوم الأحد، تظاهر مئات الأشخاص أمام منزل ديرمر في القدس بعد أن نشرت حماس مقطع فيديو يظهر فيه الرهينة الأمريكي-الإسرائيلي عيدن ألكسندر، في إشارة على أنه لا يزال على قيد الحياة.

واتهمت عيناف زنغاوكر، والدة الرهينة ماتان المحتجز في غزة، ديرمر بتعمد إفشال المفاوضات، قائلة خلال تظاهرة: “جئت لتدير المفاوضات بهدف إفشالها. مهمتك هي إبعاد ابني ماتان عني”.

تُقدّر إسرائيل أن 59 رهينة لا يزالون محتجزين لدى الجماعات المسلحة في غزة، وتؤكد أن 35 منهم على الأقل قد قُتلوا، وفقا لما أعلن الجيش الإسرائيلي. وتشمل هذه المجموعة 58 شخصا اختُطفوا في 7 أكتوبر 2023، وجثة الجندي الإسرائيلي هدار غولدين، الذي قُتل في عام 2014.

منذ بداية الحرب، أفرجت حماس عن 139 رهينة وأعادت رفات 8 رهائن في صفقتين أُبرمتا في أواخر عام 2023 ومطلع عام 2025. كما أنقذت القوات الإسرائيلية 8 رهائن أحياء، واستعادت جثث 41 رهينة من غزة.

اقرأ المزيد عن