عائلات الرهائن الإسرائيليين ينتقدون قرار الحكومة بالسماح بوصول المساعدات لغزة عبر مصر
مجموعة تمثل أقارب الرهائن غاضبة بعد الاتفاق الذي دفعته الولايات المتحدة للسماح لنحو 20 شاحنة من المساعدات الإنسانية بالدخول إلى القطاع بدعم من القاهرة
أعرب بعض أفراد عائلات الإسرائيليين الذين تحتجزهم حركة حماس في قطاع غزة عن غضبهم يوم الأربعاء بعد أن قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستسمح بنقل المساعدات الإنسانية إلى القطاع عبر مصر دون تحصيل أي تنازلات لأحبائهم.
وقالت منظمة “أعيدوهم إلى الوطن الآن”، التي تم تشكيلها لتمثيل عائلات المختطفين، في بيان لها: “قرار السماح بتقديم المساعدات الإنسانية لقتلة غزة أثار غضبًا كبيرًا بين أفراد العائلات”.
“نذكركم بأن الأطفال والرضع والنساء والجنود والرجال والمسنين – بعضهم يعاني من مشاكل صحية خطيرة، وجرحى ومصابون بالرصاص – محتجزون تحت الأرض مثل الحيوانات دون أي ظروف إنسانية، وحكومة إسرائيل تقدم لهؤلاء القتلة البقلاوة والدواء”، قالوا.
وبضغط من واشنطن، قالت إسرائيل يوم الأربعاء إنها ستسمح بوصول المياه والأدوية والغذاء إلى جنوب غزة من مصر. وقطعت إسرائيل هذه الإمدادات بعد الهجمات التي نفذتها حماس في 7 أكتوبر، والتي قام خلالها حوالي 2500 مسلح بتفجير السياج الحدودي والتسلل إلى إسرائيل عبر البر والبحر والجو تحت وابل من آلاف الصواريخ، وقتلوا حوالي 1400 إسرائيلي. كما احتجز المسلحون ما لا يقل عن 199 رهينة من جميع الأعمار في غزة. وتقول إسرائيل إن ما يقارب من 1500 من أعضاء حماس قتلوا داخل إسرائيل.
وقال مكتب نتنياهو إن إسرائيل ستسمح بدخول المساعدات الإنسانية، لكنها ستتدخل إذا وصل أي منها إلى حماس. كما تعهد نتنياهو بعدم السماح بدخول أي مساعدات إلى القطاع عبر المعابر الإسرائيلية.
وقد أعلنت إسرائيل عن نيتها الإطاحة بحركة حماس التي تحكم قطاع غزة والقضاء عليها.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن أول من أعلن عن تسليم المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة، بعد أن زار إسرائيل يوم الأربعاء في زيارة تضامنية في زمن الحرب.
وقال بايدن بعد اجتماع لمجلس الوزراء الحربي استضافه نتنياهو في تل أبيب: “شعب غزة بحاجة إلى الغذاء والماء والدواء والمأوى. لقد طلبت اليوم من الحكومة الإسرائيلية، التي التقيت بها لبعض الوقت هذا الصباح، الموافقة على إيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة، على أساس أن تكون هناك عمليات تفتيش، وضرورة ذهاب المساعدات إلى المدنيين، وليس حماس”.
وأضاف في وقت لاحق إنه تحدث مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي وافق على فتح معبر رفح بين مصر وغزة والسماح بدخول ما يصل إلى 20 شاحنة من المساعدات الإنسانية. وقد تم إغلاق معبر رفح إلى حد كبير منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر.
وأوضح بايدن أن الفلسطينيين لن يتمكنوا من مغادرة غزة عبر معبر رفح، وذلك على ما يبدو لتهدئة المخاوف في القاهرة من أن يطلب من مصر استقبال اللاجئين من غزة.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في وقت سابق الأربعاء أن هناك حاجة إلى ما يقارب من 100 شاحنة مساعدات يوميا لإعادة تأهيل غزة في أعقاب الهجمات المضادة الإسرائيلية.
وقال نتنياهو إنه ناقش في لقائه السابق مع بايدن ثلاث نقاط: “أولا، طالبت بعودة أسرانا، ونحن نعمل معا من أجل عودتهم بكل الطرق الممكنة. ثانيًا، حتى عودتهم، نطالب بزيارة الصليب الأحمر لأسرانا. ثالثا، لن نسمح بدخول المساعدات الإنسانية على شكل مواد غذائية وأدوية من أراضينا إلى قطاع غزة”.
لكن قالت الحكومة إنها “لن تمنع دخول المساعدات الإنسانية من مصر طالما أنها تقتصر على الغذاء والماء والدواء للسكان المدنيين الموجودين في جنوب قطاع غزة”. وأضافت أنه سيتم السماح بمثل هذه المساعدات “طالما أن هذه الإمدادات لا تصل إلى حماس. سيتم منع أي إمدادات تصل إلى حماس”.
وهددت العائلات التي تمثلها المنظمة بأنه “إذا لم يتم إلغاء هذا القرار الشنيع لمساعدة قتلة غزة، فإن العائلات ستكثف نضالها في المستقبل القريب”. ولم تحدد المجموعة الخطوات المستقبلية التي قد تتخذها.
ونظمت عائلات الرهائن ومؤيديهم احتجاجات منتظمة بالقرب من مقر الجيش الإسرائيلي “هاكيريا” في تل أبيب، مطالبين الحكومة باتخاذ إجراءات لإنقاذ أحبائهم. كما انتقد العديد من الأقارب نتنياهو والحكومة الحالية بشدة في مقابلات مع وسائل الإعلام. ولا تمثل مجموعة “أعيدوهم إلى الوطن الآن” جميع أفراد عائلات الأشخاص الذين يُعتقد أنهم محتجزون كرهائن، ولكنها المجموعة الرئيسية.
وفي تصريحات قبل مغادرته تل أبيب في وقت سابق الأربعاء، أكد بايدن أن الولايات المتحدة طلبت من إسرائيل عدم عرقلة نقل المساعدات من مصر إلى غزة عبر معبر رفح وحاولت تقديم ضمانات بأن المساعدات مخصصة للمدنيين.
وقال بايدن: “دعوني أكون واضحا: إذا قامت حماس بتحويل المساعدات أو سرقتها، فسوف تثبت مرة أخرى أنها لا تهتم بسلامة الشعب الفلسطيني وسوف ينتهي الأمر. من الناحية العملية، فإن ذلك سيمنع المجتمع الدولي من القدرة على تقديم هذه المساعدات”.
وقال الرئيس الأمريكي أيضا إن أمريكا “تعمل مع الشركاء في جميع أنحاء المنطقة، وتسعى إلى كل السبل لإعادة أولئك الذين تحتجزهم حماس إلى وطنهم. لا أستطيع أن أتحدث علناً عن كل التفاصيل، لكن اسمحوا لي أن أؤكد لكم: بالنسبة لي كرئيس أميركي، ليس هناك أولوية أعلى من إطلاق سراح جميع هؤلاء الرهائن وعودتهم الآمنة”.
وتنتظر شاحنات المساعدات منذ أيام لدخول القطاع عند معبر رفح، وهو الرابط الوحيد بين غزة ومصر. لكن قدرات المنشأة محدودة. ولا يزال يتعين على مصر إصلاح الطريق العابر الحدود الذي تقول إنه تضضر جراء الغارات الجوية الإسرائيلية.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية يوم الأربعاء إن ما يقدر بنحو 3000 طن من المساعدات الإنسانية تنتظر الدخول إلى غزة من مصر.
ومساء الأربعاء، أكد وزير الخارجية المصري على الاتفاق بين مصر وإسرائيل والجهات الدولية الفاعلة الأخرى للسماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة عبر معبر رفح.
وفي مقابلة مع قناة “العربية”، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إنه يأمل في دخول المساعدات إلى القطاع الفلسطيني قريبا لكنه لم يقدم إطارا زمنيا. وأن مصر ستعمل “تحت إشراف الأمم المتحدة، وبالتنسيق مع فرعي الصليب الأحمر المصري والفلسطيني”.
ساهمت وكالات في إعداد هذا التقرير