إسرائيل في حالة حرب - اليوم 427

بحث

أنباء عن موافقة حماس “مبدئيا” على استئناف المحادثات مع إسرائيل بشأن الرهائن

تزايدت التقارير في وسائل الإعلام العبرية حول تراجع الحركة عن مطلب وقف إطلاق النار الدائم، لكن مسؤول في حماس يقول إن إسرائيل تسرب معلومات كاذبة لدرء الضغوط الداخلية

صور لإسرائيليين محتجزين لدى مسلحي حماس في قطاع غزة، في مطار بن غوريون الدولي بالقرب من تل أبيب، 26 ديسمبر، 2023. (Arie Leib Abrams/Flash90)
صور لإسرائيليين محتجزين لدى مسلحي حماس في قطاع غزة، في مطار بن غوريون الدولي بالقرب من تل أبيب، 26 ديسمبر، 2023. (Arie Leib Abrams/Flash90)

أفادت تقارير أن وسطاء قطريين أبلغوا إسرائيل أن حماس “توافق من حيث المبدأ” على استئناف المفاوضات لإطلاق سراح المزيد من الرهائن الذين اختطفتهم الحركة خلال الفظائع التي وقعت في 7 أكتوبر، مقابل هدنة تصل إلى شهر في قطاع غزة.

وردت إسرائيل بحذر على الرسالة، قائلة أن مدى جدية حماس سيظهر بسرعة، حسبما أفاد موقع “واللا” الإخباري يوم الجمعة نقلا عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين.

وكان هذا واحدا من عدة تقارير إعلامية عبرية تشير إلى إحراز تقدم في المحادثات بعد أسابيع من الجمود، لكن نفى مسؤول كبير في حماس ذلك، وأصر على أن الحركة معنية فقط باتفاق يتضمن وقف دائم لإطلاق النار.

ووفقا لتقرير موقع “واللا”، ظلت المحادثات تتمحور حول اقتراح قدمه رئيس الموساد دافيد بارنيع والذي سيشمل إطلاق سراح حوالي 40 رهينة، بما في ذلك النساء اللاتي ما زلن تحتجزهن حماس، والرجال الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما وأولئك الذين يعانون من مشاكل طبية خطيرة. وفي مقابل إطلاق سراح الرهائن، ستوقف إسرائيل العمليات العسكرية في غزة لمدة تصل إلى شهر وتطلق سراح عدد من الأسرى الأمنيين الفلسطينيين.

وقال أحد المسؤولين الإسرائيليين إن الرسالة القطرية تمثل تطورا إيجابيا لكنه أوليا للغاية.

ونُقل عن المسؤول قوله “إننا ننتقل من الجمود [في المحادثات] إلى وضع شديد البرودة”.

تظهر هذه الصورة المنشورة التي نشرتها الرئاسة المصرية في 10 نوفمبر 2023، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (على اليمين) وهو يستقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في القاعة الرئاسية بمطار القاهرة الدولي.(Egyptian Presidency/AFP)

وقال مسؤول آخر إن إسرائيل لم تتلق بعد عرضا ملموسا من قطر وتنتظر المزيد من التفاصيل، مضيفا “على أي حال، لا تزال الفجوات كبيرة”.

وذكر تقرير للقناة 12 حول التقدم في المحادثات أن الاقتراح الذي دفعت به قطر يمكن أن يؤدي إلى إطلاق سراح ما يصل إلى 50 رهينة مقابل هدنة لمدة شهر والإفراج عن أسرى أمنيين فلسطينيين. وبينما امتنعت إسرائيل حتى الآن عن إطلاق سراح المدانين بجرائم القتل، فمن المتوقع أن يتغير ذلك في الصفقات اللاحقة.

وقالت القناة 12 إن نقطة الخلاف الرئيسية في المحادثات هي مدة الهدنة. وقد أصرت حماس علناً على أنها لن تقبل بأي شيء أقل من وقف دائم لإطلاق النار. وبناء على ذلك، يبحث الوسطاء القطريون أيضا في التوسط في صفقة أكثر تعقيدا من شأنها أن تجمع بين تسوية سياسية والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة – وهو ما ترفضه القدس، حسبما ذكرت القناة.

وقال تقرير نشرته قناة “كان” الإخبارية يوم الجمعة حول محادثات الرهائن إن بارنيع أبلغ مجلس الوزراء الحربي يوم الخميس أن حماس لم تعد تطالب في الواقع بوقف دائم لإطلاق النار مقابل إطلاق سراح الرهائن. لكن ورد أن رئيس الموساد أخبر الوزراء أن الثمن الذي يتعين على إسرائيل دفعه من حيث مدة الهدنة وإطلاق سراح الأسرى سيكون أكثر تكلفة هذه المرة.

وأطلقت إسرائيل سراح 240 أسيرا أمنيا فلسطينيا من النساء والقاصرين مقابل 105 رهائن، أفرج عن 80 منهم كجزء رسمي من الصفقة، خلال هدنة استمرت سبعة أيام الشهر الماضي.

في غضون ذلك، قال أحد كبار مسؤولي حماس في لبنان يوم الجمعة إنه لم يتم إجراء محادثات بشأن صفقة رهائن مقابل هدنة مؤقتة أخرى.

أعضاء في حركتي حماس والجهاد الإسلامي يسلمون رهائن إسرائيليين إلى الصليب الأحمر، في رفح، في جنوب قطاع غزة، 28 نوفمبر، 2023. (Flash90)

وقال أسامة حمدان لقناة الجزيرة إن حماس أبلغت الوسطاء أن أولوية الحركة هي وقف دائم لإطلاق النار وأنه لا يوجد حاليا أي حديث عن إطلاق سراح الرهائن قبل توقف القتال.

وتابع مسؤول حماس في اتهام إسرائيل بتسريب معلومات كاذبة من أجل درء الضغوط الداخلية المتزايدة على الحكومة من أجل التوصل إلى صفقة رهائن.

وأفادت تقارير أن وفدا من مسؤولي حماس رفيعي المستوى من المقرر أن يصل إلى مصر خلال نهاية الأسبوع لإجراء محادثات مع القاهرة حول وضع حد للحرب المستمرة منذ 12 أسبوعا مع إسرائيل والتي بدأت بالهجوم الدامي الذي شنته الحركة في 7 أكتوبر.

وتنص الخطة المصرية المكونة من ثلاث مراحل على هدن قابلة للتجديد، والإفراج التدريجي عن الرهائن، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين في إسرائيل، وإنهاء الحرب في نهاية المطاف.

وقال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية ضياء رشوان يوم الخميس إن القاهرة لم تتلق بعد ردًا من إسرائيل أو حماس، وأنها لن تقدم تفاصيل إضافية حول الخطة إلا بعد أن يقدم الطرفان مواقفهما.

وألمح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى إحراز تقدم خلال اجتماع يوم الخميس مع عائلات المحتجزين لدى الحركة في قطاع غزة.

مراهقون من كيبوتس كفار عزة وأنصارهم يصلون إلى القدس بعد مسيرة استمرت خمسة أيام من تل أبيب في إطار احتجاج يدعو إلى إطلاق سراح الإسرائيليين المحتجزين كرهائن لدى حركة حماس في غزة، 28 ديسمبر، 2023. (Chaim Goldberg/Flash90)

وقال رئيس الوزراء للعائلات “المفاوضات مستمرة بينما نتحدث. لا يمكنني الخوض في تفاصيل عن وضعها – نحن نعمل على إعادة الجميع إلى منازلهم. هذا هو هدفنا”.

وقال رئيس الوزراء، بحسب تقارير إعلامية عبرية، “نحن لا نتخلى عن أحد”.

ويعتقد أن 129 رهينة اختطفتها حماس في 7 أكتوبر ما زالوا في غزة – وليسوا جميعاً على قيد الحياة – بعد الهدنة التي استمرت أسبوعاً في أواخر نوفمبر.

وتم اختطاف الرهائن خلال المذبحة التي نفذتها حماس في 7 أكتوبر، عندما تدفق حوالي 3000 مسلح عبر الحدود من غزة عن طريق البر والجو والبحر، وقتلوا حوالي 1200 شخص، معظمهم من المدنيينـ واحتجزوا حوالي 240 رهينة من جميع الأعمار تحت غطاء إطلاق آلاف الصواريخ على بلدات ومدن إسرائيلية.

فلسطينيون يختطفون مدنية إسرائيلية (وسط الصورة)، من كيبوتس كفار عزة إلى قطاع غزة، 7 أكتوبر، 2023. (Hatem Ali/AP)

وردا على ذلك، تعهدت إسرائيل بتدمير حماس وشنت حملة عسكرية واسعة النطاق تقول السلطات في غزة إنها أسفرت عن مقتل أكثر من 21 ألف شخص. ولا يمكن التحقق بشكل مستقل من الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس، ويعتقد أنها تشمل مدنيين وأعضاء حماس الذين قتلوا في غزة، بما في ذلك نتيجة صواريخ طائشة أطلقتها الجماعات المسلحة. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه قتل أكثر من 8000 من عناصر حماس والفصائل الأخرى في غزة.

وانتشرت تقارير في وسائل الإعلام العبرية والدولية في الأسابيع الأخيرة حول استئناف المحادثات مع الحركة المدعومة من إيران، بوساطة قطر، التي تستضيف المكتب السياسي لحماس والتي تعتبر أيضًا المقر الرئيسي لزعيمها المنفي إسماعيل هنية، بالإضافة إلى رئيسها السابق خالد مشعل. وتعتبر قطر أحد الداعمين الرئيسيين لحركة حماس، حيث تقوم بتحويل مئات الملايين من الدولارات إلى الحركة سنويا في تحويلات تدعمها وتمكنها إسرائيل.

وبسبب علاقاتها الوثيقة، عملت المملكة الخليجية الثرية، وهي حليفة للولايات المتحدة وتستضيف أيضًا قاعدة عسكرية أمريكية كبيرة، كقناة اتصال مع حماس.

ساهم جيكوب ماغيد في إعداد هذا التقرير.

اقرأ المزيد عن