أنباء عن رفض حماس العرض الإسرائيلي لهدنة لمدة 7 أيام في غزة والإفراج عن 40 رهينة
قال مسؤولون مصريون لصحيفة "وول ستريت جورنال" إن حماس والجهاد الإسلامي يطالبان إسرائيل بوقف العمليات العسكرية في القطاع قبل مناقشة أي صفقة محتملة
رفضت حركة حماس عرضا إسرائيليا لهدنة لمدة أسبوع في قطاع غزة مقابل إطلاق سراح حوالي 40 رهينة، بما في ذلك جميع النساء والأطفال الذين لا تزال الحركة تحتجزهم، وفقا لتقرير صدر يوم الأربعاء.
وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلاً عن مسؤولين مصريين أنه بموجب الاقتراح المرفوض، كانت حماس ستطلق أيضًا سراح الرهائن المسنين الذين يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة. وفي المقابل، ستوقف إسرائيل العمليات الجوية والبرية في غزة لمدة أسبوع وتسمح بزيادة المساعدات إلى القطاع الساحلي.
لكن بحسب ما ورد، أبلغت حركتي حماس والجهاد الإسلامي – وهي منظمة أخرى مدعومة من إيران ومن المقرر أن تشارك في المفاوضات لأول مرة – الوسطاء المصريين بأن على إسرائيل وقف هجومها في القطاع قبل أن يناقشوا أي اتفاق محتمل.
وحتى ذلك الحين، ذكر التقرير أن حركة الجهاد الإسلامي طالبت إسرائيل بإطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين – الذين يقدر عددهم بحوالي 100.
وقالت إسرائيل إنها لن توقف حملتها العسكرية، وأن هذا الشرط لا يشكل بداية للمحادثات.
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن المسؤولين المصريين قولهم إن رفض حماس للاقتراح لا يمثل فشلا في المفاوضات، وأن الحركة رفضت العرض في محاولة للحصول على المزيد من التنازلات من إسرائيل.
وبحسب التقرير، ناقش مسؤولو المخابرات المصرية العرض مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، الذي وصل الأربعاء إلى القاهرة.
وهذه ثان زيارة يقوم بها هنية إلى مصر منذ الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر، والذي أدى إلى اندلاع الحرب، بعد أن زار البلاد في أوائل نوفمبر.
كان قادة حماس قد أعلنوا إنهم لن يطلقوا سراح رهائن إلا مقابل وقف دائم لإطلاق النار، لكن أشارت التقارير في الأيام الأخيرة إلى أن المحادثات حول هدنة أخرى لإطلاق سراح المزيد من الرهائن تحرز تقدما.
وأرسلت الحركة التي تسيطر على قطاع غزة آلاف المسلحين إلى إسرائيل في 7 أكتوبر، حيث قتلوا حوالي 1200 شخص واحتجزوا حوالي 240 رهينة، معظمهم من المدنيين.
ويعتقد أن 128 رهينة ما زالوا في غزة – وليسوا جميعهم على قيد الحياة – بعد إطلاق سراح 105 مدنيين من أسر حماس خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر. وتم إطلاق سراح أربعة رهائن قبل ذلك، وأنقذت القوات رهينة واحدة. كما تم استعادة رفات ثمانية رهائن، بالإضافة إلى جثث الرهائن الثلاثة الذين قتلهم الجيش عن طريق الخطأ. وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 21 من الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس، مشيرا إلى معلومات استخباراتية جديدة ومعلومات كشفتها القوات العاملة في غزة.
وذكرت وكالة “رويترز” للأنباء يوم الأربعاء أن محادثات “مكثفة” تجري حاليا بوساطة قطرية ومصرية لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن. وقال التقرير نقلا عن شخص مطلع على الأمر إن اسرائيل “تصر على إدراج النساء والرهائن الذكور العجزة”، وأنه “يمكن إدراج الفلسطينيين المسجونين لارتكابهم جرائم خطيرة أيضا”.
لكن قال مسؤول إسرائيلي لم يذكر اسمه لشبكة CNN “في الوقت الحالي، لا تزال المفاوضات جارية. لا يوجد شيء نهائي”.
كما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن الأربعاء أنه “لا توجد توقعات في هذه المرحلة” للتوصل إلى صفقة رهائن وشيكة لكننا “نسعى إليها”.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي أثناء مرافقته بايدن إلى ويسكونسن، “هذه مناقشات ومفاوضات جادة للغاية ونأمل أن تؤدي إلى مكان ما”.
وتحدث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الأربعاء أيضا عن اتفاق محتمل، قائلا خلال مؤتمر صحفي إن إدارة بايدن تسعى إلى التوصل إلى صفقة رهائن أخرى وأن إسرائيل تريد ذلك أيضا ولكن “المشكلة هي حماس”، التي انتهكت شروط الاتفاقية السابقة.
وردا على أسئلة متكررة خلال المؤتمر الصحفي حول ما تفعله الولايات المتحدة للحد من الخسائر في صفوف المدنيين في غزة، قال بلينكن إنه على وسائل الإعلام والمجتمع الدولي التركيز على دور حماس في الصراع.
“ما يلفت انتباهي هو أنه حتى بينما نسمع العديد من الدول تحث على إنهاء هذا الصراع… فأنا لا أسمع فعلياً أحداً يطالب حماس بالتوقف عن الاختباء خلف المدنيين، وإلقاء أسلحتها، والاستسلام. سينتهي الأمر غدا إذا فعلت حماس ذلك”.
“كيف يمكن ألا تكون هناك مطالب للمعتدي بل مطالب للضحية فقط؟ سيكون من الأفضل لو كان هناك صوت دولي قوي يضغط على حماس للقيام بما هو ضروري لإنهاء هذا الأمر”.
وشدد الوزير على أن “أي دولة أخرى في العالم تواجه ما عانت منه إسرائيل في 7 أكتوبر ستفعل الشيء نفسه”.
ساهمت وكالات في إعداد هذا التقرير.