أمير قطر: إسرائيل “لم تلتزم” باتفاق الهدنة في قطاع غزة
في مؤتمر صحفي مشترك في موسكو، قال الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أيضًا إن الزعيم السوري الجديد يرغب في إقامة علاقات أكثر دفئًا مع الكرملين بعد الإطاحة بالأسد

قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الخميس إن إسرائيل “لم تلتزم” باتفاق الهدنة في غزة الذي دخل حيز التنفيذ في يناير، خلال لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو.
وقال الشيخ تميم الذي تعد بلاده الوسيط الرئيسي في مفاوضات إنهاء الحرب في غزة: “توصلنا إلى اتفاق قبل عدة أشهر ولكن مع الأسف إسرائيل لم تلتزم بهذا الاتفاق (…) وسنسعى لتقريب وجهات النظر إلى اتفاق ينهي معاناة الشعب الفلسطيني”.
وقال بوتين: “نعلم أن قطر تبذل جهودا حثيثة لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وللأسف، لم تنفذ المبادرات التي طرحت، ومن بينها مبادراتكم، ومقتل العزل المسالمين مستمر في فلسطين، وهذه مأساة حقيقية حاليا”.
وأضاف أنه “لا يمكن التوصل إلى تسوية طويلة الأمد إلا على أساس قرار الأمم المتحدة، وقبل كل شيء، على أساس إقامة دولتين”.
تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار والرهائن في غزة بعد 13 شهرا من الحرب التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023، عندما اقتحم آلاف المسلحين بقيادة حماس جنوب إسرائيل، في هجوم أسفر عن مقتل نحو 120 شخص وأسر 251 رهينة. وانتهت المرحلة الأولى من الاتفاق، التي استمرت 42 يوما، في 2 مارس، بعد رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التفاوض على المرحلة الثانية، التي كانت ستتطلب انسحابًا كاملاً للجيش الإسرائيلي من غزة وإنهاء الحرب. واستأنفت إسرائيل العمليات القتالية في 18 مارس بسلسلة مفاجئة من الغارات الجوية المكثفة على أنحاء القطاع.
ولا تصنّف روسيا ولا قطر حركة حماس كمنظمة إرهابية. وتدعم قطر حماس وتستضيف قياداتها العليا، وقد تولّت الوساطة في اتفاق وقف إطلاق النار بالتعاون مع مصر والولايات المتحدة، ولا تزال تشارك في الجهود لاستئناف التهدئة.

وقد اتهم مساعدون لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتلقي أموال من الدوحة لتحسين صورتها كوسيط سلام، على حساب مصر التي تربطها علاقات متوترة مع حماس.
على قطر أن تختار جانبًا
في مقابلة أُجريت مع مستشارة الشؤون الدينية في البيت الأبيض، وبُثّت الأسبوع الماضي على شبكة Daystar المسيحية الأمريكية، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن قطر “ساعدتنا مؤخرًا في [اتفاق غزة] – الهدنة المؤقتة – لكنها في الوقت نفسه تستضيف هؤلاء الإرهابيين من حماس”.
كما اتهم نتنياهو قطر بالتحريض على “الفساد” المعادي لأمريكا والمعادي للصهيونية في الجامعات الأمريكية. وكانت الدولة الخليجية قد قدمت مليارات الدولارات للجامعات الأمريكية على مدى العقود الثلاثة الماضية، وتموّل شبكة الجزيرة الإخبارية، التي تتسم تغطيتها بانتقادات حادة لإسرائيل.
وقال نتنياهو: “للأسف، هذا ما كانت تفعله قطر. الجزيرة أيضًا، بنسختها العربية، تروّج لهذا العداء لأمريكا وللصهيونية، وكلاهما متداخلان”.
وأضاف: “على قطر أن تختار”. ونقل عن سفير إسرائيل الجديد لدى الولايات المتحدة، يحيئيل لايتر، قائلًا: “لا يمكنك تمويل مُشعلي الحرائق ورجال الإطفاء في الوقت نفسه”.
“إذا تم توضيح هذا الخيار بشكل واضح وجلي، أعتقد أنه سيفيد الجميع — في الشرق الأوسط، وفي العالم، وسيساعد أيضًا على توضيح الحقائق”.

الزعيم السوري الجديد يريد علاقات أوثق مع الكرملين، بحسب أمير قطر
في المؤتمر الصحفي المشترك مع بوتين يوم الخميس، قال آل ثاني إن قطر تهدف إلى تعزيز علاقاتها مع روسيا. وأضاف أن الزعيم السوري الجديد المدعوم من قطر أحمد الشرع أيضًا حريص على بناء علاقات مع موسكو بعد أن أطاح بالرئيس السوري بشار الأسد، المدعوم من روسيا وإيران، في ديسمبر الماضي.
وقال أمير قطر لبوتين خلال اجتماعهما في الكرملين “بالنسبة لسوريا، قبل عدة أيام كان الرئيس الشرع في قطر وتحدثنا معه عن العلاقة التاريخية والاستراتيجية بين سوريا وروسيا وهو حريص على بناء علاقة بين البلدين مبنية على الاحترام”.
تأتي تأكيدات الشيخ تميم في وقت يسعى فيه بوتين إلى الإبقاء على قاعدتين عسكريتين روسيتين في سوريا وتجنب تراجع نفوذ بلاده في المنطقة بعد الإطاحة في ديسمبر بحليفها بشار الأسد، الذي فر إلى موسكو.
وأكد بوتين أن تطورات الأوضاع في سوريا، التي شهدت أعمال عنف طائفي في الأسابيع القليلة الماضية، بالغة الأهمية.

وقال الرئيس الروسي لأمير قطر “نريد أن نفعل كل ما هو ممكن لضمان أن سوريا قبل كل شيء ستبقى دولة مستقلة وذات سيادة تتمتع بوحدة أراضيها، ونود مناقشة إمكان مساعدة الشعب السوري بطرق تشمل تقديم مساعدات إنسانية”.
وأضاف: “يوجد مشكلات كثيرة هناك، سياسية وأمنية واقتصادية بحتة”.
قال الجانبان إن الزعيمين سيبحثان أيضًا الجهود لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وقد قامت قطر بعدة محاولات للوساطة بين روسيا وأوكرانيا، وساهمت في ترتيب عودة أطفال لكلا البلدين كانوا قد انفصلوا عن آبائهم خلال الحرب.