إسرائيل في حالة حرب - اليوم 646

بحث

الولايات المتحدة تدرس منح 500 مليون دولار لمؤسسة غزة الإنسانية بناء على طلب إسرائيل

مصدر يقول لوكالة رويترز أن إسرائيل طلبت الأموال لتمويل مبادرة المساعدات لمدة 180 يوما؛ بعض المسؤولين الأمريكيين أعربوا عن معارضتهم للخطة في أعقاب حوادث إطلاق النار الدامية

شاب يحمل صندوقا فارغا من مواد الإغاثة من مؤسسة غزة الإنسانية، بينما يسير فلسطينيون نازحون بالقرب من مركز لتوزيع المواد الغذائية في رفح، جنوب قطاع غزة، في 1 يونيو 2025. (AFP)
شاب يحمل صندوقا فارغا من مواد الإغاثة من مؤسسة غزة الإنسانية، بينما يسير فلسطينيون نازحون بالقرب من مركز لتوزيع المواد الغذائية في رفح، جنوب قطاع غزة، في 1 يونيو 2025. (AFP)

قال مصدران مطلعان ومسؤولان أمريكيان سابقان إن وزارة الخارجية الأمريكية تدرس منح 500 مليون دولار للمؤسسة الجديدة التي تقدم المساعدات لقطاع غزة الذي مزقته الحرب، وهي خطوة من شأنها أن تورط الولايات المتحدة بشكل أعمق في جهود المساعدات المثيرة للجدل التي شابها العنف والفوضى.

وذكر المصدران والمسؤولان السابقان، الذين طلبوا جميعا عدم الكشف عن هويتهم بسبب حساسية الأمر، إن الأموال المخصصة لمؤسسة غزة الإنسانية ستأتي من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، التي يجري دمجها في وزارة الخارجية الأمريكية.

وقال المصدران إن الخطة واجهت مقاومة من بعض المسؤولين الأمريكيين القلقين بسبب إطلاق النار على فلسطينيين بالقرب من مواقع توزيع المساعدات الذي أسفر عن سقوط قتلى وكفاءة مؤسسة غزة الإنسانية.

بدأت مؤسسة غزة الإنسانية، التي تعرضت لانتقادات شديدة من قبل المنظمات الإنسانية بما في ذلك الأمم المتحدة، بسبب ما تردد عن افتقارها للحيادية، في توزيع المساعدات الأسبوع الماضي وسط تحذيرات من أن معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة معرضون لخطر المجاعة بعد حصار إسرائيلي استمر 11 أسبوعا على المساعدات تم رفعه في 19 مايو عندما سُمح باستئناف عمليات التسليم المحدودة.

وشهدت المؤسسة استقالة مديرها واضطرت إلى وقف توزيع المساعدات مرتين هذا الأسبوع بعد أن تزاحم الحشود على مراكز التوزيع التابعة لها.

ولم ترد وزارة الخارجية ومؤسسة غزة الإنسانية حتى الآن على طلبات التعليق.

فلسطينيون يحملون صناديق تحتوي على مواد غذائية ومساعدات إنسانية قدمتها مؤسسة غزة الإنسانية، وهي منظمة مدعومة من الولايات المتحدة ومعترف بها من قبل إسرائيل، في رفح، جنوب قطاع غزة، 27 مايو 2025. (AP Photo/Abdel Kareem Hana)

ولم يتسن لرويترز تحديد الجهة التي تمول في الوقت الراهن عمليات مؤسسة غزة الإنسانية التي بدأت في قطاع غزة الأسبوع الماضي. وتستخدم مؤسسة غزة الإنسانية شركات أمنية ولوجستية أمريكية خاصة لنقل المساعدات إلى غزة لتوزيعها في ما يسمى بمواقع التوزيع الآمنة.

وذكرت وكالة رويترز أمس الخميس أن شركة “ماكنالي كابيتال”، وهي شركة استثمار خاصة ومقرها شيكاجو لديها “مصلحة اقتصادية” في شركة المقاولات الأمريكية الربحية التي تشرف على الخدمات اللوجستية والأمنية لمراكز توزيع المساعدات التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية في القطاع.

وفي حين تقول إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإسرائيل إنهما لا تمولان عملية مؤسسة غزة الإنسانية، إلا أن كلاهما يضغطان على الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية للعمل معها.

وتقول الولايات المتحدة وإسرائيل إن المساعدات التي توزعها شبكة مساعدات تابعة للأمم المتحدة منذ فترة طويلة تم تحويلها إلى حركة حماس التي نفت ذلك.

أحد أفراد قوات الأمن الموالية لحماس يقف حراسة يقف على شاحنة تحمل مساعدات إنسانية قادمة من معبر كيرم شالوم (كرم أبو سالم)، بالقرب من مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب غزة، 21 يناير 2025. (Bashar Taleb/AFP)

وتم تفكيك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وهو ما أدى إلى إلغاء حوالي 80 في المئة من برامجها وأصبح العاملون بها مهددون بفقد وظائفهم في إطار حملة ترامب لمواءمة السياسة الخارجية الأمريكية مع أجندته “أمريكا أولا”.

وقال مصدر مطلع ومسؤول كبير سابق إن اقتراح منح مبلغ 500 مليون دولار لمؤسسة غزة الإنسانية حظي بتأييد نائب مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية القائم بالأعمال كين جاكسون، الذي ساعد في الإشراف على تفكيك الوكالة.

وقال المصدر إن إسرائيل طلبت هذه الأموال لتأمين عمليات مؤسسة غزة الإنسانية لمدة 180 يوما.

ولم ترد الحكومة الإسرائيلية حتى الآن على طلب للتعليق.

وقال المصدران إن بعض المسؤولين الأمريكيين لديهم مخاوف بشأن الخطة بسبب الاكتظاظ الذي أثر على مراكز توزيع المساعدات التي تشرف عليها مؤسسة غزة الإنسانية والعنف في المناطق المجاورة.

وذكرت المصادر أن هؤلاء المسؤولين يريدون أيضا أن تشارك منظمات غير حكومية معروفة ذات خبرة في إدارة عمليات الإغاثة في غزة وأماكن أخرى في العملية إذا وافقت وزارة الخارجية الأمريكية على تمويل مؤسسة غزة الإنسانية، وهو موقف من المرجح أن تعارضه إسرائيل.

منذ بدء عملياتها، افتتحت مؤسسة غزة الإنسانية ثلاثة مراكز، ولكن خلال اليومين الماضيين، لم يعمل سوى اثنان منها. تم إغلاق المراكز لإعطاء المؤسسة الوقت الكافي للقيام بالأعمال اللوجستية اللازمة لاستيعاب أعداد أكبر من الناس.

فلسطينيون يستلمون صناديق مساعدات إنسانية في موقع توزيع تديره مؤسسة غزة الإنسانية في 26 مايو 2025. (GHF)

وقال متحدث باسم مؤسسة غزة الإنسانية إن إغلاق المراكز كان يهدف أيضا إلى إعطاء الجيش الإسرائيلي الوقت الكافي لإعداد طرق وصول أكثر أمانا إلى المواقع، وذلك بعد أيام من وقوع حوادث أسفرت عن سقوط عدد كبير من الضحايا في مختلف مواقع المؤسسة.

وألقى شهود العيان باللائمة على الجنود الإسرائيليين في حوادث القتل. وقال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق طلقات تحذيرية على مدار يومين، بينما قال يوم الثلاثاء إن الجنود أطلقوا النار على مشتبه بهم فلسطينيين تقدموا نحو مواقع القوات.

وقعت الحادثة الأولى التي أسفرت عن سقوط عدد كبير من القتلى يوم الأحد، عندما توجه مئات من سكان غزة إلى مجمع لتوزيع المساعدات المدعوم من إسرائيل والولايات المتحدة في رفح – الوحيد الذي كان مفتوحا في ذلك اليوم، وسط تخفيف جزئي للحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من شهرين.

وأفادت السلطات الصحية التي تسيطر عليها حركة حماس في القطاع الذي مزقته الحرب أن 31 شخصا قُتلوا وأصيب ما يقارب من 200 آخرين في إطلاق نار وقع قبيل الفجر بالقرب من مركز التوزيع في رفح، وهو ما نفى الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عنه إلى حد كبير.

ولم يتسن التحقق من حصيلة القتلى، كما لم يتسن التحقق من حصيلة القتلى التي أعلنتها حماس لاحقا، والتي بلغت ثلاثة قتلى يوم الاثنين و27 قتيلا يوم الثلاثاء في حوادث مماثلة.

اقرأ المزيد عن