أكثر من 250 من عناصر الموساد السابقين بينهم 3 رؤساء سابقين، يطالبون باتفاق لإطلاق سراح الرهائن حتى لو أنهى الحرب
بتوقيعهم على رسالة عناصر سلاح الجو الأسبوع الماضي، ينضم قادة سابقون في الجهاز الأمني إلى الدعوات لإعطاء الأولوية للرهائن على حساب القتال: "كل يوم يمر يعرّض حياتهم للخطر"

أعربت مجموعة تضم أكثر من 250 من أعضاء الموساد السابقين يوم الأحد عن دعمها لرسالة وقّعها قدامى المحاربين في سلاح الجو الإسرائيلي، دعوا فيها الحكومة إلى إعطاء أولوية لإعادة الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة، حتى ولو كان ذلك على حساب إنهاء الحرب ضد الحركة.
وشمل الموقعون على الرسالة، التي نظمها مفاوض الرهائن السابق دافيد ميدان، الرؤساء السابقين للموساد داني ياتوم وإفرايم هليفي وتمير باردو.
وجاء في الرسالة، “نعتقد أن استمرار القتال يعرّض حياة الرهائن وجنودنا للخطر، ويجب استنفاد جميع الخيارات للتوصل إلى صفقة تنهي المعاناة. ندعو الحكومة إلى اتخاذ قرارات شجاعة والتصرف بمسؤولية من أجل أمن الدولة ومواطنيها”.
وأعرب قادة وموظفو الموساد السابقون عن “الدعم الكامل” لرسالة قدامى سلاح الجو، قائلين إنها تعكس “قلقهم العميق على مستقبل الدولة”.
وأضافوا أن “كل يوم يمر يعرّض حياتهم للخطر، وكل لحظة تردد إضافية هي عار”.
ووقّع نحو 200 طبيب احتياطي على رسالة مماثلة يوم الأحد. وكما هو الحال مع رسائل عناصر الموساد وسلاح الجو السابقين، لم تتضمن الرسالة دعوة لوقف الخدمة الاحتياطية احتجاجًا على الجمود في مفاوضات إطلاق سراح الرهائن.

وصدرت عدة بيانات دعم أخرى بعد رسالة الطيارين، ما دفع الجيش إلى فصل الموقعين الذين لا يزالون في الخدمة الفعلية، بدعوى أنهم يستخدمون “اسم سلاح الجو الإسرائيلي” في احتجاج سياسي.
وجاء في رسالة سلاح الجو الأصلية، التي نُشرت كإعلان في عدد من الصحف الإسرائيلية، “استمرار الحرب لا يحقق أيًا من الأهداف المعلنة لها، وسيؤدي إلى مقتل الرهائن، وجنود الجيش الإسرائيلي، ومدنيين أبرياء”.
وأضافت الرسالة أنه “كما ثبت في السابق، فقط الاتفاق [مع حركة حماس] يمكنه أن يعيد الرهائن بسلام، في حين أن الضغط العسكري يؤدي بالأساس إلى قتل الرهائن وتعريض جنودنا للخطر… ندعو جميع مواطني إسرائيل إلى التعبئة للتحرك”.
ولم تتضمن الرسالة دعوة إلى رفض الخدمة بشكل عام، خلافا لما تم الإبلاغ عنه سابقا.
Retired Air Force members have published a letter calling for the return of all hostages, even at the cost of ending the war.
The letter expresses distrust in the considerations of the Chief of Staff and the Air Force Commander because it states that the war is pointless. The… pic.twitter.com/Y3O9gelVVK
— Amit Segal (@AmitSegal) April 10, 2025
بعد أن قرر الجيش فصل جميع عناصر سلاح الجو الاحتياطيين الذين وقعوا على الرسالة الأسبوع الماضي، أعرب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن دعمه للقرار في بيان، زاعما كذبا أنهم رفضوا الخدمة.
وقال: “الامتناع عن الخدمة هو امتناع عن الخدمة، حتى لو تم فقط التلميح لها في لغة مبيّضة”. وأضاف: “البيانات التي تضعف الجيش الإسرائيلي وتقوي أعداءنا في وقت الحرب لا تُغتفر”.
رغم أن الرسالة شملت نحو ألف توقيع، قال الجيش إن 60 فقط من الموقعين هم من عناصر الاحتياط النشطين. ومن بين هؤلاء الستين، لا يوجد سوى عدد قليل من الطيارين الأكفاء، بينما الباقون يخدمون في وظائف في المقر، بحسب فحص الجيش الإسرائيلي للموقعين.
ووصف نتنياهو الموقعين بأنهم “مجموعة من المتطرفين الهامشيين الذين يحاولون مرة أخرى تفكيك المجتمع الإسرائيلي من الداخل. لقد حاولوا فعل ذلك قبل 7 أكتوبر، وحماس فسّرت دعوات الرفض كدليل على الضعف”.
في خضم الاحتجاجات الجماهيرية ضد خطة الحكومة لإصلاح القضاء في عام 2023، أصدرت عدة مجموعات من جنود الاحتياط، بمن فيهم في سلاح الجو، بيانات قالوا فيها إنهم سيرفضون الخدمة تحت نظام لم يعودوا يعتبرونه ديمقراطيًا. ولكن قال الجيش الإسرائيلي إن حماس كانت قد خططت للهجوم قبل ذلك بعام على الأقل.
واتهم نتنياهو الموقعين بأنهم “يعملون لتحقيق هدف واحد — إسقاط الحكومة. إنهم لا يمثلون الجنود ولا الجمهور”.

وقد فصل الجيش مؤخرًا ضابطين احتياطيين على الأقل لرفضهما الخدمة، من بينهما ملاح مقاتل في سلاح الجو يُدعى ألون غور، الذي قال إنه أبلغ قادته أنه “تم تجاوز خطًا أحمرًا” وأن الحكومة “تتخلى مرة أخرى عن مواطنيها في وضح النهار”.
بحسب تقارير، اعتبر الجيش الإسرائيلي هذه الحوادث حالات معزولة، لكن عددًا من كبار الضباط أبدوا قلقهم من أن رفض الخدمة قد يتحول إلى ظاهرة أوسع بين جنود الاحتياط.
في ذروة احتجاجات عام 2023 ضد خطة إصلاح القضاء، وقّع المئات من جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي على بيانات قالوا فيها إنهم لن يمثلوا للخدمة الاحتياطية احتجاجًا على مضي الحكومة قدمًا في خطتها لتقليص صلاحيات القضاء.
لكن عندما اندلعت الحرب في غزة بعد هجوم 7 أكتوبر 2023 الذي قادته حماس، مثل نحو 300 ألف من جنود الاحتياط للخدمة، في أكبر تعبئة لجنود الاحتياط في تاريخ إسرائيل.