“أعيدوهم إلى الوطن أحياء أو أموات”: عائلات الرهائن تشارك في مظاهرة عشية يوم الذكرى
عائلات رهائن أُعلن عن وفاتهم في غزة ستلقي كلمات في تل أبيب، إلى جانب الفيلسوف الفرنسي برنارد هنري ليفي؛ احتجاجات مناهضة للحكومة في جميع أنحاء البلاد تطالب بإجراء انتخابات

عشية إحياء إسرائيل ليوم الذكرى، تنظم عائلات الرهائن المحتجزين في غزة ليل السبت مظاهرة للمطالبة بالتوصل إلى اتفاق في تل أبيب، مع التركيز على 38 من المختطفين الذين أُعلن عن وفاتهم.
وقال منتدى عائلات المختطفين والمفقودين، الذي ينظم المظاهرة، إن الاحتجاج سيركز على إحياء ذكرى الرهائن الذين قُتلوا وتحتجز حماس رفاتهم في غزة.
تستعد إسرائيل لإحياء ذكرى القتلى من جنودها وضحايا الأعمال العدائية، ابتداء من مساء الأحد.
وفقا للأرقام التي نشرتها السلطات يوم الخميس، قُتل 1594 جنديا ومدنيا إسرائيليا في القتال أو بسبب الأعمال العدائية منذ يوم الذكرى الأخير في إسرائيل، وهو العام الأكثر دموية بالنسبة لقوات الأمن والمدنيين في البلاد منذ خمسة عقود.
وقال منتدى عائلات المختطفين والمفقودين في بيان “لقد نفذ الوقت بالنسبة للرهائن القتلى. نحن بحاجة إلى صفقة الآن ستسمح لنا بإعادة القتلى إلى الوطن لدفنهم والأحياء لإعادة تأهيلهم”.
من بين المتحدثين في الحدث: حاغيت وروبي حن، والدا إيتاي حن، الذي يتم احتجاز رفاته في غزة بعد أن قُتل خلال هجوم حماس في 7 أكتوبر؛ ريشيل تسرفاتي، والدة أوفير تسرفاتي، الذي تم استعادة جثته من غزة في ديسمبر؛ مايا أحيماس، شقيقة تومر أحيماس، الذي قُتل أثناء قتاله المسلحين في 7 أكتوبر وتم اختطاف جثته إلى غزة؛ والفيلسوف الفرنسي برنارد-هنري ليفي.

ومن المقرر أن يبدأ التجمع في ساحة المختطفين في تل أبيب في الساعة الثامنة مساء.
وقبل المظاهرة، ستقام مراسم لافتتاح “شارع السرو” وهو عمل فني للفنانة ميخال روفنر تكريما للرهائن الذين قُتلوا، بمشاركة ياعيل أدار، والدة تمير أدار، الذي قُتل في 7 أكتوبر وتم اختطاف جثته إلى غزة؛ نيريت ألوني، والدة نوعم، الذي قُتلت شريكته الرهينة عنبار هيمان؛ وتامي باروخ، والد الرهينة ساهر باروخ، الذي قُتل خلال عملية إنقاذ فاشلة للجيش الإسرائيلي..
وتأتي المظاهرات مع تلاشي الآمال بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن وهدنة بين إسرائيل وحماس.
يوم الإثنين، زعمت الحركة أنها قبلت الاتفاق مع إسرائيل، على الرغم من أنه تبين لاحقا أن الاقتراح الذي قالت إنه جاء من وسطاء مصريين وقطريين يتضمن عدة عناصر تختلف جوهريا عن تلك التي وافقت عليها إسرائيل.

وسرعان ما رفضت إسرائيل الاقتراح لفشله في تلبية “مطالبها الأساسية”، لكنها وافقت على إرسال وفد على مستوى العمل إلى المحادثات غير المباشرة في القاهرة. وبعد عدم التمكن من سد الثغرات، غادر الوفد الإسرائيلي ووفد حماس مصر يوم الجمعة.
استمرت المحادثات لعدة أشهر دون تحقيق تقدم حاسم. وقالت إسرائيل إنها عازمة على القضاء على حماس، بينما تقول حماس إنها تريد وقفا دائما لإطلاق النار وانسحابا إسرائيليا كاملا من قطاع غزة. وقالت إدارة بايدن إن حماس هي الطرف الوحيد الذي يقف في طريق التوصل إلى اتفاق.
مظاهرات مناهضة للحكومة
وسط تقارب متزايد بين مظاهرات ذوي الرهائن والمظاهرات الحاشدة المناهضة للحكومة التي كانت حدثا أسبوعيا في الأشهر التي سبقت السابع من أكتوبر، حيث تتهم بعض العائلات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعرقلة الصفقة لأسباب سياسية، ستُقام مظاهرة منفصلة تدعو إلى انتخابات جديدة في الساعة 7:30 مساء في شارع “كابلان” بتل أبيب.
ودعا المنظمون المشاركين إلى الانضمام إلى عائلات الرهائن للتجمع عند المدخل القريب لوزارة الدفاع في ختام الاحتجاج المناهض للحكومة.

كما سيتم تنظيم احتجاج يدعو لإجراء انتخابات خارج منزل رئيس الدولة في القدس.
ومن المقرر أن يجتمع المشاركون في الساعة 8:45 مساء في ساحة باريس، قبل التوجه إلى منزل الرئيس الساعة 9:45 مساء.
في إيماءة إلى الحفل التقليدي لتكريم المواطنين المتميزين في بداية يوم الاستقلال، والذي من المقرر أن يبدأ مع اختتام يوم الذكرى مساء الاثنين، فإن مسيرة القدس “ستكرم المواطنين الذين ظهروا بكل مجدهم خلال الحرب، في وجه الافتقار إلى قيادة البلاد”، حسبما قال المنظمون.
وسيكون من بين المتحدثين نوعام تيبون، وهو جنرال متقاعد في الجيش الإسرائيلي وناقد للحكومة والذي قام بمهمة لإنقاذ نجله وزوجة نجله وطفليهما من منزلهم في كيبوتس ناحل عوز في 7 أكتوبر.
وقال المنظمون أنه من المتوقع أن يشارك الآلاف في مظاهرات تدعو لإجراء انتخابات في مواقع أخرى في جميع أنحاء البلاد.

وانقلبت بعض عائلات الرهائن، التي أصيبت بالإحباط بعد حوالي سبعة أشهر من الحرب بينما لا يزال أحبائها في الأسر، ضد الحكومة، وتحدثت علنا ضد قادة البلاد.
وقد تراجعت شعبية الحكومة منذ بداية الحرب، مما أدى إلى تزايد الدعوات لإجراء انتخابات. وقد واجهت الحكومة اللوم بسبب فشلها في منع مذبحة 7 أكتوبر، في حين اتهمها البعض بالتخبط في التعامل مع المسائل الأساسية المتعلقة بالنزاع.
وتظهر استطلاعات الرأي باستمرار أنه في حال تم إجراء انتخابات اليوم، ستفوز الأحزاب المعارضة لنتنياهو بأغلبية واضحة، حيث سيصبح حزب “الوحدة الوطنية” بزعامة الوزير في كابينت الحرب بيني غانتس الحزب الأكبر.

وأظهر استطلاع أجرته القناة 12 الأسبوع الماضي أن 58٪ من الناخبين الذين شملهم الاستطلاع يعتقدون أنه ينبغي على نتنياهو أن يستقيل.
بدأت الحرب عندما قادت حركة حماس الفلسطينية هجوما مدمرا عبر الحدود على إسرائيل أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص. كما قام آلاف المسلحين الذين اقتحموا الحدود مع قطاع غزة باختطاف 252 شخصا تم احتجازهم كرهائن في القطاع الفلسطيني.
وردت إسرائيل بحملة عسكرية للإطاحة بنظام حماس في غزة وتدمير الحركة وتحرير الرهائن.