أعمال شغب المستوطنين تتعرض لإدانات من الولايات المتحدة وعباس، بينما يلقي البعض باللوم على الحكومة
بحث

أعمال شغب المستوطنين تتعرض لإدانات من الولايات المتحدة وعباس، بينما يلقي البعض باللوم على الحكومة

قال زعيم السلطة الفلسطينية وأعضاء المعارضة الإسرائيلية إن إدارة نتنياهو عززت أحداث مثل أعمال العنف الدامي في حوارة، بينما الحلفاء يضغطون على القدس للتعامل مع العنف

قوات الأمن الإسرائيلية تنتشر في حوارة في 26 فبراير 2023 بعد مقتل إسرائيليين في هجوم إطلاق نار (AHMAD GHARABLI / AFP)
قوات الأمن الإسرائيلية تنتشر في حوارة في 26 فبراير 2023 بعد مقتل إسرائيليين في هجوم إطلاق نار (AHMAD GHARABLI / AFP)

أثارت أعمال عنف دامية من قبل مستوطنين إسرائيليين في بلدة فلسطينية ليلة الأحد ردا على هجوم إطلاق نار انتقادات سريعة وشديدة في الداخل والخارج، إلى جانب دعوات لإسرائيل لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد عنف المستوطنين.

وندد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مساء الأحد بما أسماه “الأعمال الأرهابية التي يقوم بها المستوطنون بحماية قوات الاحتلال”.

وأضاف أن الرئاسة الفلسطينية تحمل “المسؤولية الكاملة عن هذا الإرهاب للحكومة الاسرائيلية”، زاعما أن “ما قام به المستوطنون اليوم هو ترجمة لمواقف بعض الوزراء في هذه الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة”.

وقال مسعفون فلسطينيون إن رجلا قتل وأصيب أربعة آخرون بجروح بالغة خلال أعمال العنف في بلدة حوارة الفلسطينية وقرى أخرى مجاورة لنابلس. وكانت مجموعات المستوطنين قد دعت إلى تنظيم مظاهرات انتقاماً لهجوم إطلاق نار فلسطيني في حوارة في وقت سابق من اليوم قتل فيه شقيقان إسرائيليان في العشرينات من العمر.

وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن نحو 30 منزلا وسيارة أحرقت. أظهرت صور ومقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي حرائق كبيرة مشتعلة في جميع أنحاء بلدة حوارة وتضيء السماء.

وقال غسان دوغلاس، وهو مسؤول فلسطيني يراقب المستوطنات الإسرائيلية في منطقة نابلس، إن المستوطنين أحرقوا ما لا يقل عن ستة منازل وعشرات السيارات في حوارة، وأبلغ عن هجمات على قرى فلسطينية مجاورة أخرى. وقدر أن حوالي 400 مستوطن يهودي شاركوا في الهجوم.

وقال: “لم أر مثل هذا الهجوم من قبل”.

مستوطنون إسرائيليون ينظمون احتجاجا ويضرمون النار في منازل وسيارات في بلدة حوارة بالضفة الغربية، 25 فبراير، 2023. (Courtesy)

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس إن الولايات المتحدة “تدين أعمال العنف التي وقعت اليوم في الضفة الغربية، بما في ذلك الهجوم الإرهابي الذي أسفر عن مقتل إسرائيليين وعنف المستوطنين، والذي أسفر عن مقتل فلسطيني، وإصابة أكثر من 100 آخرين، وتخريب ممتلكات واسع النطاق”.

وكتب على تويتر: “تؤكد هذه التطورات على ضرورة التهدئة الفورية للتوترات بالأقوال والأفعال. ستواصل الولايات المتحدة العمل مع الإسرائيليين والفلسطينيين وشركائنا الإقليميين من أجل استعادة الهدوء”.

وأعلن الاتحاد الأوروبي أنه “قلق من عنف اليوم” في حوارة، “يجب على السلطات من جميع الأطراف التدخل الآن لوقف هذه الدائرة التي لا نهاية لها من العنف”.

ودعا سفير المملكة المتحدة في إسرائيل نيل ويغان إسرائيل إلى “مواجهة عنف المستوطنين، وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة”.

وغرد حسين الشيخ، السياسي الفلسطيني البارز الذي قاد الاتصالات مع إسرائيل، أن هجوم المستوطنين كان “تصعيدا غير مسبوق”، وأن “كل الخيارات امامنا لمواجهة هذه الفاشية الجديده”.

“مرة اخرى نطالب المجتمع الدولي في حماية شعبنا من هذه الوحشية وهذا الاجرام”.

حسين الشيخ في مكتبه في رام الله، 13 يونيو 2022 (AP Photo / Nasser Nasser)

كما انتقد الكثيرون في إسرائيل العنف. واتهمت زعيمة حزب العمل ميراف ميخائيلي أعضاء بارزين في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإضفاء الشرعية على “الإرهابيين الذين يتجولون الآن في حوارة يشعلون النار ويدمرون كل شيء في طريقهم”.

وأضافت “يجب استئصال هذا النمو السرطاني الذي يهدد البلاد بأسرع ما يمكن قبل أن يقودنا إلى الخراب التام”.

وأصدر نتنياهو نفسه بيانًا دعا فيه أولئك الذين يسعون للانتقام على إطلاق النار السابق إلى عدم اللجوء إلى الانتقام.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتحدث عن هجوم حوارة، 26 فبراير 2023 (screenshot / PMO)

وأضاف: “أطلب منكم بينما الدم يغلي والرياح شديدة – لا تأخذوا القانون بأيديكم. أطلب منكم السماح لجيش الدفاع وقوات الأمن بالقيام بعملهم”.

وأصدر رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ تصريحات مماثلة وقال في بيان “أخذ القانون بالأيدي والشغب وارتكاب العنف ضد الأبرياء – هذه ليست طريقتنا، وأنا أعبر عن إدانتي القوية”.

ونشر زعيم فصيل “القائمة العربية للتغيير” أحمد طيبي صورة للحرائق المشتعلة، ووصفها بأنها “ليلة البلور في حوارة”، وأشار آخرون أيضًا إلى أعمال الشغب الدموية على أنها “بوغروم”.

وكتب عضو الكنيست عوفر كاسيف من حزب الجبهة أن العنف كان من عمل “ميليشيات إرهاب المستوطنين” التي تعمل تحت حماية “نظام الاحتلال” لتنفيذ “جرائم حرب”.

وأدى هجوم إطلاق النار في وقت سابق يوم الأحد إلى مقتل الشقيقين هاليل وياغيل يانيف أثناء مرورهما بالسيارة عبر بلدة حوارة الفلسطينية، التي يمر الإسرائيليون عبرها بانتظام والتي غالبًا ما تكون نقطة توتر.

الشقيقان هاليل (من اليسار) ويغيل يانيف، اللذان قُتلا في هجوم وقع في بلدة حوارة بالضفة الغربية، 26 فبراير، 2023. (Courtesy)

وقال الجيش إن المسلح الفلسطيني أطلق النار من مسافة قريبة على سيارة الأخوين يانيف على الطريق السريع رقم 60، ثم فر من المكان مشيا على الأقدام على ما يبدو.

ولقد شهد الطريق 60 في حوارة عددا من هجمات إطلاق النار ضد مركبات إسرائيلية. هناك خطط لبناء طريق التفافي للمستوطنين لتجنب الاضطرار إلى السفر عبر البلدة الفلسطينية، لكن أعمال البناء توقفت.

في الأشهر الأخيرة، استهدف مسلحون فلسطينيون بشكل متكرر مواقع عسكرية، وقوات عملت على طول الجدار الفاصل بالضفة الغربية، ومستوطنات إسرائيلية، ومواطنين إسرائيليين على الطرق.

وتصاعدت التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين خلال العام الماضي، حيث نفذ الجيش الإسرائيلي مداهمات شبه ليلية في الضفة الغربية وسط سلسلة من الهجمات الفلسطينية المميتة.

قوات الأمن الإسرائيلية في موقع هجوم إطلاق نار في بلدة حوارة بالضفة الغربية بالقرب من نابلس، 26 فبراير، 2023. (Nasser Ishtayeh / Flash90)

ولقد أسفر عدد من الهجمات الفلسطينية التي نُفذت في القدس في الأسابيع الأخيرة عن مقتل 11 شخصا وإصابة آخرين بجروح خطيرة.

وقُتل أكثر من 60 فلسطينيا منذ بداية العام، معظمهم خلال تنفيذهم لهجمات أو في اشتباكات مع القوات الإسرائيلية، لكن بعضهم كانوا مدنيين غير متورطين في القتال وآخرين قُتلوا في ظروف قيد التحقيق.

كما كان هناك ارتفاع ملحوظ في هجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين ردا على الهجمات الأخيرة. وأضرم مستوطنون يوم السبت النار في عدد من السيارات الفلسطينية في قرية بورين القريبة من مدينة نابلس.

وجاء هجوم يوم الأحد بينما اجتمع مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون، بمن فيهم الشيخ، في قمة برعاية الولايات المتحدة في الأردن في محاولة لإعادة الهدوء إلى الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأصدر الطرفان بيانا مشتركا التزمت فيه إسرائيل بتأجيل مؤقت “للإجراءات أحادية الجانب” لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر.

ساهم جيكوب ماغيد وإيمانويل فابيان في إعداد هذا التقرير

اقرأ المزيد عن
تعليقات على هذا المقال