إسرائيل في حالة حرب - اليوم 648

بحث

أعضاء الكنيست من حزب الليكود يستخدمون عبارات ”الإعدام شنقا“ و”فرقة إعدام“ في جلسة استماع بشأن عزل النائب أيمن عودة

"لن نستسلم للفاشية" يقول رئيس حزب الجبهة-العربية للتغيير، الذي أثار ردود فعل غاضبة في يناير عندما أشاد بإطلاق سراح "الرهائن والأسرى"

رئيس حزب "الجبهة-العربية للتغيير" عضو الكنيست أيمن عودة، يحضر جلسة استماع في لجنة الكنيست بشأن إمكانية عزله من منصبه، 24 يونيو 2025.  (Dani Shem-Tov/ Office of the Knesset Spokesperson)
رئيس حزب "الجبهة-العربية للتغيير" عضو الكنيست أيمن عودة، يحضر جلسة استماع في لجنة الكنيست بشأن إمكانية عزله من منصبه، 24 يونيو 2025. (Dani Shem-Tov/ Office of the Knesset Spokesperson)

اتهم عضو الكنيست أيمن عودة، رئيس حزب “الجبهة-العربية للتغيير” ذي الأغلبية العربية، يوم الثلاثاء النواب من الإئتلاف بـ”الفاشية” و”التحريض الجامح” خلال جلسة استماع لتحديد ما إذا كان سيتم عزله عن منصبه بسبب تصريحاته التي بدا وكأنها تساوي بين الرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين.

وكان النائب العربي قد أثار حفيظة النواب من مختلف ألوان الطيف السياسي في شهر يناير عندما قال إنه ”سعيد بإطلاق سراح الرهائن والأسرى“ بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة.

ودافع عودة عن بيانه في وقت لاحق، ووصف السجناء الفلسطينيين المفرج عنهم بأنهم قاصرون، وأصر على أن ”معظم الأسرى الذين أُطلق سراحهم في ذلك اليوم لم توجه إليهم أي تهمة على الإطلاق“.

في حين لم توجه تهمة القتل إلى أي من المفرج عنهم، إلا أن العديد منهم كانوا وراء هجمات فاشلة، بما في ذلك محمود عليوات (15 عاما)، الذي أدين بتنفيذ عملية إطلاق نار في منطقة مدينة داوود في القدس، مما أدى إلى إصابة شخصين، عندما كان في الثالثة عشرة من عمره.

ردا على ذلك، بدأ عضو الكنيست عميحاي بوآرون (الليكود) في وقت سابق من هذا الشهر جمع توقيعات من النواب في محاولة لبدء إجراءات العزل، بدعوى أن ”من يطعن جنود جيش الدفاع الإسرائيلي ودولة إسرائيل في الظهر لن يكون عضوا في الكنيست“.

وفقا لقانون الأساس: الكنيست، يجوز لـ 90 عضوا في الكنيست التصويت على طرد زميل لهم أعرب عن تأييده ”للكفاح المسلح“ ضد دولة إسرائيل. وبمجرد جمع 70 توقيعا، تحال المسألة إلى لجنة الكنيست – حيث عقدت جلسة الاستماع يوم الثلاثاء – وإذا تمت الموافقة عليها هناك، تحال إلى الهيئة العامة للتصويت عليها.

رئيس لجنة الكنيست أوفير كاتس يترأس جلسة استماع ضد رئيس حزب “الجبهة-العربية للتغيير” أيمن عودة، 24 يونيو 2025. (Dani Shem-Tov/ Office of the Knesset Spokesperson)

تهديد أمني

في افتتاح مناقشة يوم الثلاثاء، ألمح رئيس اللجنة ورئيس الائتلاف أوفير كاتس إلى أن إقالة عودة ضرورية لأنه يشكل تهديدا أمنيا.

وقال كاتس: ”لماذا الآن بالتحديد؟ في الوقت الذي يقاتل فيه الجنود على سبع جبهات، يجب تطهير الجبهة الثامنة، وأيمن عودة هو جبهتنا الثامنة… إنه يعمل باستمرار على إضعاف دولة إسرائيل وتشويه سمعتها وتقويضها وتقوية أعدائها“.

وأضاف كاتس “منذ دخوله السياسة، لم يفعل شيئا من أجل عرب إسرائيل؛ إنه فقط مع غزة وضد دولة إسرائيل. إذا تصرف على هذا النحو في دول مثل سوريا، لشنقوه في ساحة المدينة“.

وأثارت هذه التصريحات مشادة كلامية مع عودة، وصفه خلالها كاتس بأنه “إرهابي كبير”.

ورد عودة بأن خطاب كاتس يشكل ”تحريضا على القتل“.

“دناءة وبذاءة”

وقال بوآرون إن نائبا” يشبه إرهابيي النخبة الذي قتلوا واغتصبوا وقطعوا رؤوس مختطفينا بمختطفينا” ويدلي بتصريحات “تشجع العدو في زمن الحرب لا يستحق الجلوس في الكنيست”.

النائب من “الليكود” أفيحاي بوآرون يقرأ قائمة بالتصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها النائب أيمن عودة خلال جلسة استماع للجنة الكنيست بشأن إمكانية عزل رئيس حزب”الجبهة-العربية للتغيير”، 24 يونيو 2025. (Dani Shem-Tov/ Office of the Knesset Spokesperson)

وقال أمام اللجنة، وهو يقرأ قائمة من التصريحات التي أدلى بها عودة، الذي أثار الجدل بقوله، من بين أمور أخرى، إن ”غزة انتصرت وستنتصر“، إن ”كلمات عودة تجاوزت الدناءة والبذاءة”.

على الرغم من أن العديد من الحاضرين خلال الجلسة انتقدوا عودة بشدة، إلا أن أحد أعضاء الائتلاف قال لـ ”تايمز أوف إسرائيل“ إن تغريدته عن السجناء الأمنيين هي الوحيدة التي أدرجت في الشكوى الرسمية، وهو ما اعتبره إجراء أضعف بشكل كبير القضية ضد النائب العربي.

لا تراجع

ردا على المزاعم ضده، أعلن عودة أنه لن يتراجع عن أي من تصريحاته السابقة وأصر على أن ”إسرائيل ارتكبت جرائم ضد الإنسانية“.

ووصف عملية العزل بأنها ”غير قانونية وغير أخلاقية وغير ديمقراطية“، وادعى أن ”اليمين الفاشي“ يسعى إلى تقييد حرية التعبير للعرب وأن أولئك الذين برروا سقوط القتلى في غزة ”ليس لهم الحق في الحكم علي“.

وقال: ”أنا فخور بمواقفي. لن أتراجع، ولن أعتذر، وسأواصل النضال، مع شركائي، حتى نبني مستقبلا مختلفا هنا – مستقبلا أفضل لنا جميعا“، مؤكدا أن هذه العملية جزء من حملة ”اضطهاد سياسي“ ينظمها حزب الليكود الحاكم بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

زعيم حزب “الجبهة-العربية للتغيير” أيمن عودة (وسط) يتحدث مع زملائه أعضاء الكنيست خارج قاعة لجنة الكنيست أثناء جلسة استماع بشأن احتمال عزله من منصبه، 24 يونيو 2025. (Sam Sokol/Times of Israel)

وأضاف عودة متحدثا باللغة العبرية، بعد أن حاول في البداية مخاطبة اللجنة باللغة العربية، مما أثار صيحات استهجان واتهامات له بأنه ”إرهابي“: ”التاريخ سيبرئني وسيحكم عليكم“.

لا يوجد أي مانع قانوني من مخاطبة الكنيست باللغة العربية، وهو ما يفعله النواب العرب أحيانا لإيصال رسائل إلى ناخبيهم.

وقال عودة “لن نستسلم للفاشية”.

خلال الجلسة، قال المحامي حسن جبارين، الذي يمثل عودة، إن ”هذا الإجراء غير قانوني ويجب رفضه رفضا قاطعا“، بينما أكد المحامي حسن رفيق أن تصريحات عودة ”لا تشير إلى تأييده للكفاح المسلح“.

وقال جبارين إن تصريح “عضو الكنيست عودة، الذي هو حاليا محور النقاش ويتعلق بصفقة التبادل، قانوني تماما ولا يوجد فيه أي مشكلة سياسية أو قانونية“.

كما دافع زميله في حزب الجبهة-العربية للتغيير، النائب أحمد الطيبي، عن عودة باعتباره ضحية ”فرية دم“ تمت في ”أجواء انتخابية“، بينما انتقد النائب وليد طه، من حزب “القائمة العربية الموحدة”، منتقدي عودة، قائلا إن النواب الوحيدين المدانين بدعم الإرهاب هم نواب اليمين.

وردا على ذلك، قال عضو الكنيست عن حزب الليكود أوشر شكاليم للنواب العرب: ”في بلد آخر، كانوا سيضعونكم أمام فرقة إعدام“.

في أيدي المعارضة

متحدثا لـ”تايمز أوف إسرائيل” خارج القاعة التي أجريت فيها جلسة الاستماع، قال عضو الكنيست عوفر كسيف، النائب اليهودي الوحيد في الجبهة-العربية للتغيير، إن الائتلاف و”جزء كبير من ما يسمى بالمعارضة“ يحاولان ”إسكاتنا ومنعنا من رفع صوتنا“.

النائب عن حزب “الجبهة-العربية للتغيير” عوفر كسيف، في مكتبه بالكنيست، 19 فبراير 2025. (Sam Sokol/Times of Israel)

وقال “لقد تم انتخابنا على أساس قيمنا تماشيا مع ناخبينا، وليس ناخبيهم. وهذا تماما ما يريدون إسكاته وطرده من الكنيست. لن نسمح لهم”.

ولقد فشلت محاولة مماثلة لعزل كسيف من الكنيست في فبراير الماضي.

وردا على سؤال عما إذا كان يعتقد أن أعضاء حزبي الوسط ”الوحدة الوطنية“ و”يش عتيد“ سيدعمون إجراءات العزل الحالية، أجاب كسيف أنه غير متأكد، لكنه يأمل ألا يفعلوا ذلك، لأنهم ”سيكونون التاليين“.

في بيان صدر عقب الجلسة، انتقدت كلتة “الجبهة-العربية للتغيير” في الكنيست أعضاء حزبي “الوحدة الوطنية” و”يش عتيد” لتعاونهم في مساعي العزل، وتعهدت بـ ”عدم الاستسلام أو التنازل“.

وأشار نواب من كلا الحزبين تحدثوا إلى ”تايمز أوف إسرائيل“ إلى أنه لم يتم اتخاذ أي قرار بعد بشأن كيفية تصويت نوابهم، على الرغم من أن النائب سيمون دافيدسون من حزب ”يش عتيد“ أشار خلال الجلسة نفسها إلى أنه أحد الموقعين على عريضة بوآرون.

وقال: ”طلب مني عضو الكنيست عودة سحب توقيعي. قلت له إنه لو كان توجه إلى الهيئة العامة وتراجع عن كلامه كنت سأسحب توقيعي وما كانت هذه المناقشة ستجري“.

النائب سيمون دافيدسون من حزب ”يش عتيد“ يتحدث خلال جلسة استماع للجنة الدستور والقانون والقضاء في الكنيست، 19 مارس 2023. (Yonatan Sindel/Flash90)

جاءت جلسة الاستماع بشأن عزل عودة يوم الثلاثاء بعد يوم واحد فقط من إعلان لجنة الأخلاقيات في الكنيست تعليق عضوية عودة لمدة أسبوعين بدءا من 7 يوليو دون راتب، وذلك على خلفية حادثة وقعت في مارس 2024، حيث تم إنزال النائب بالقوة عن منصة الكنيست بعد أن اتهم القوات الإسرائيلية في غزة بارتكاب ”جرائم قتل“ و”مذبحة“.

وحتى لو تم عزل عودة، فإن ذلك لن يقصر مسيرته السياسية بشكل كبير، حيث أعلن بالفعل في عام 2023 أنه لا ينوي الترشح لإعادة انتخابه.

ومن المقرر أن تنعقد لجنة الكنيست مجددا للتصويت على عزل عودة يوم الاثنين المقبل.

اقرأ المزيد عن