إسرائيل في حالة حرب - اليوم 428

بحث

أردوغان يقول إنه يأمل أن يبدأ قريبا العمل مع إسرائيل في مجال التنقيب عن شبكات الطاقة

بعد لقائه مع نتنياهو، الزعيم التركي يقول إن الاثنين تحدثا عن إنشاء آلية لتعزيز التعاون بين البلدين

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (في الوسط) يكشف النقاب عن الحكومة الجديدة للبلاد في قصر كانكايا بعد أن أدى اليمين الدستورية رئيسا للبلاد في البرلمان، أنقرة، 3 يونيو، 2023. (Adem ALTAN / AFP)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (في الوسط) يكشف النقاب عن الحكومة الجديدة للبلاد في قصر كانكايا بعد أن أدى اليمين الدستورية رئيسا للبلاد في البرلمان، أنقرة، 3 يونيو، 2023. (Adem ALTAN / AFP)

بعد أيام من لقائه برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في نيويورك، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لوسائل الإعلام التركية إنه يأمل في بدء التعاون قريبا مع إسرائيل في مجال التنقيب عن الطاقة وشبكات الطاقة، وكذلك في مجالي السياحة والتكنولوجيا.

وقال أردوغان في تصريحات نقلتها وسائل إعلام متعددة: “نأمل أن نتخذ هذه الخطوة دون تأخير كبير وسنبدأ التعاون في مجال الطاقة مع إسرائيل، بما في ذلك التنقيب”.

كما قال إن البلدين يهدفان أيضا إلى “بدء تشغيل خطوط نقل الطاقة ليس فقط إلى تركيا، ولكن أيضا من تركيا إلى أوروبا”.

وأضاف أنه اتفق مع نتنياهو على العمل على رفع حجم التجارة بين البلدين من 9.5 مليار دولار سنويا حاليا إلى 15 مليار دولار.

وقال أردوغان “في الوقت نفسه، بالطبع، أتيحت لنا الفرصة للمناقشة والتحدث حول ما يمكننا القيام به معا في السياسة الدولية”.

كما تحدث عن إنشاء آلية بين وزارات البلدين لتعزيز العمل في مجالات الطاقة والسياحة والتكنولوجيا.

وكان لقاء أردوغان مع نتنياهو يوم الثلاثاء هو أول اجتماع معروف على الإطلاق بين الزعيمين.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يلتقي بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، 19 سبتمبر، 2023. (Avi Ohayon/GPO)

وجاء ذلك بعد يوم من إعلان أردوغان للصحفيين أنه يدعم مبادرة إدارة بايدن للتوسط في اتفاق إسرائيلي سعودي، قائلا إن مثل هذا الاتفاق من شأنه تخفيف التوترات في المنطقة.

واتفق نتنياهو وأردوغان على تنسيق زيارات متبادلة في المستقبل القريب، بحسب مكتب نتنياهو.

وذكرت القناة 12، دون ذكر مصدر، أن أردوغان معني بترتيب زيارة إلى إسرائيل في أقرب وقت ممكن للصلاة في المسجد الأقصى بالقدس. وستكون الصلاة بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس الجمهورية التركية في 29 أكتوبر 1923.

بحسب البيان التركي بشأن الاجتماع الثلاثاء، ناقش الزعيمان التطورات في العلاقات الإسرائيلية-الفلسطينية. وأضاف البيان أن أردوغان حث على التعاون في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والابتكار والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني.

وحضر الاجتماع أيضا وزير الخارجية ووزير الطاقة ورئيس المخابرات الأتراك.

وقام أردوغان بنشر صورة من اللقاء على منصة X (تويتر سابقا)، وأعرب عن أمله في أن “تكون مشاوراتنا مفيدة لبلدينا وللمنطقة”.

وكانت علامات تحسن العلاقات واضحة أيضا في خطاب أردوغان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء.

على النقيض من السنوات السابقة، امتنع أردوغان عن إدانة إسرائيل ولم يقدم سوى بضع كلمات دعم للفلسطينيين، ولم يذكرهم إلا على هامش خطابه.

وقال: “من أجل إحلال السلام في الشرق الأوسط، يجب التوصل إلى حل نهائي للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. سنواصل دعم الشعب الفلسطيني ونضاله من أجل حقوقه المشروعة بموجب القانون الدولي”.

وأضاف أنه من دون دولة فلسطينية بالاستناد على حدود 1967 “سيكون من الصعب على إسرائيل أن تجد السلام والأمن اللذين تسعى إليهما في هذا الجزء من العالم”.

وتابع قائلا “سنواصل السعي لاحترام الوضع التاريخي للقدس”.

في السنوات الماضية، استخدم أردوغان المنصة لتوجيه انتقادات شديدة لإسرائيل بسبب معاملتها للفلسطينيين. في عام 2020، دفع خطابه المبعوث الإسرائيلي إلى الانسحاب من القاعة بعد قول الرئيس التركي إن “اليد القذرة التي تصل إلى خصوصية القدس، حيث تتعايش الأماكن المقدسة للديانات الثلاث الكبرى، تزيد من وقاحتها باستمرار”.

وشهد العام الماضي تحسنا في العلاقات بين إسرائيل وتركيا بعد سنوات من العداء بين قادة البلدين. واستضاف أردوغان الرئيس يتسحاق هرتسوغ في مارس الماضي في أنقرة – في أول زيارة رفيعة المستوى لمسؤول إسرائيلي منذ عام 2008 – والتقى وزير الخارجية إيلي كوهين بالزعيم التركي في فبراير. في العام الماضي أيضا، التقى رئيس الوزراء آنذاك يائير لبيد بأردوغان في نيويورك في الخريف خلال اجتماعات الجمعية العامة.

واتصل كل من نتنياهو وهرتسوغ بأردوغان في شهر مايو لتهنئته على فوزه في الانتخابات الرئاسية وحثيا على مواصلة تحسين العلاقات بين القوتين الإقليميتين.

كانت إسرائيل حليفا إقليميا لتركيا فترة طويلة قبل وصول أردوغان إلى السلطة، لكن العلاقات انهارت بعد اقتحام قوة كوماندوز إسرائيلية عام 2010 لسفينة “مافي مرمرة” التي كانت متجهة إلى غزة ضمن أسطول هدف إلى كسر الحصار عن القطاع، مما أسفر عن مقتل 10 نشطاء بعد دخولهم في اشتباكات مع الجنود الإسرائيليين على متن السفينة.

وتبادل نتنياهو وأردوغان مرارا وتكرارا العبارات الجارحة في السنوات التالية، بما في ذلك توجيه اتهامات بالإبادة الجماعية لبعضهما البعض. وفي يوليو 2014، اتهم أردوغان الدولة اليهودية بـ”إبقاء روح هتلر حية” خلال الحرب مع غزة.

وشهدت العلاقات في وقت لاحق تحسنا معتدلا، لكن البلدين سحبا سفيريهما في عام 2018.

في مواجهة عزلة دبلوماسية متشددة ومشاكل اقتصادية، بدأ أردوغان في إظهار انفتاح علني على فكرة التقارب في ديسمبر 2020. وفي أغسطس من العام الماضي، أعلنت إسرائيل وتركيا عن التجديد الكامل للعلاقات الدبلوماسية.

اقرأ المزيد عن