آيزنكوت يتهم رئيس الوزراء نتنياهو بتأخير هجوم رفح 3 أشهر بسبب مصالح سياسية
في مقابلتين، المراقب السابق في كابينت الحرب يقول إن نتنياهو يتعرض للترهيب من اليمين المتطرف وعليه الاستقالة؛ ويقول إنه نادم على عدم قيامه بالضغط بشكل أكبر لتمديد هدنة نوفمبر وإطلاق سراح عدد أكبر من الرهائن
اتهم النائب من حزب “الوحدة الوطنية” غادي آيزنكوت، مراقب سابق في كابينت الحرب منذ بداية الحرب في غزة حتى انسحاب حزبه من الحكومة يوم الأحد الماضي، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتأجيل التصويت في ذلك المنتدى على قرار يصادق على عملية الجيش الإسرائيلي في رفح، مما أدى إلى تأخيرها ثلاثة أشهر.
في مقابلة أجرتها معه القناة 12 وبُثت يوم السبت، قال آيزنكوت، رئيس أركان سابق، إن نتنياهو الذي عمل معه في الأشهر الثمانية الأخيرة كان “نتنياهو مختلفا” عن الشخص الذي عمل معه سابقا عندما يتعلق الأمر باتخاذ القرارات. (نتنياهو كان هو من عين آيزنكوت في منصب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي في أواخر 2014).
وقال آيزنكوت إن نتنياهو في السنوات السابقة كان يتخذ قرارات “بالاستناد إلى اعتبارات أمنية بحتة… هنا، رأيت قرارات يتم اتخاذها بشكل مختلف تماما، مع تأخيرات… وسلوك غريب”.
وتابع قائلا: “حتى قصة اجتياح رفح كانت تغلي على نهار هادئة لثلاثة أشهر. في قنواتهم [الإعلامية]، يذكرون أن غادي آيزنكوت وبيني غانتس هما من [منعا] الهجوم على رفح، وأن رئيس الوزراء عازم على ويريد المضي قدما في رفح، إلا أن نحن من يمنعه”.
وأضاف “على العكس من ذلك”، متهما رئيس الوزراء بتمديد العملية “مثل العلكة”.
وحدد أن وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير كان له تأثير سلبي للغاية على قرارات نتنياهو. وقال آيزنكوت إن “رئيس الوزراء البديل، إيتمار بن غفير، هو الوزير الأكثر نفوذا”. (بن غفير ليس رئيس وزراء بديل). “على الرغم من أنه ليس جزءا من كابينت الحرب، إلا أنه موجود هناك بالروح. أردنا اجتياح رفح في فبراير، وأجل نتنياهو القرار حتى مايو”.
كما ادعى آيزنكوت أن نتنياهو قام بتضييق نطاق التفويض الممنوح للمفاوضين الإسرائيليين على اتفاق لوقف إطلاق النار في أبريل، في انتهاك لقرار كابينت الحرب، بسبب ضغوط من وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش. وقال أيضا إن سبب معارضة رئيس الوزراء لدور للسلطة الفلسطينية في غزة، على الرغم من المصالح الأمنية لإسرائيل، هو خشيته من انتقادات اليمين المتطرف.
وأضاف آيزنكوت: “دوافع خفية واعتبارات سياسية التي تسللت إلى الغرفة جعلتنا نترك [الحكومة]. لم يكن هناك شك في البداية حول ما إذا كنا سننضم إلى الحكومة أم لا. في الأشهر القليلة الأولى، تم كل شيء بشكل احترافي، وفي الأشهر الثلاثة الأخيرة أدركنا أن دوافع خفية دخلت إلى غرفة الكابينت”.
وفي بيان صدر بعد دقائق من مقابلة آيزنكوت، اتهمه حزب “الليكود” الذي يتزعمه نتنياهو بالكذب.
وجاء في البيان “في تناقض صارخ مع ادعاء آيزنكوت، كان رئيس الوزراء هو من دفع إلى التحرك في رفح، حتى على حساب المواجهة مع الأمريكيين. يتخذ رئيس الوزراء قرارات طوال الوقت، وليس تلك التي دفع بها آيزنكوت وغانتس، والتي تعني الاستسلام لحماس”.
وأضاف بيان الليكود أن “مواقف رئيس الوزراء مستمدة فقط من اعتبارات الأمن القومي، التي تدعمها غالبية الجمهور، وليس من أي نوع من الضغط السياسي”، واتهم الليكود غانتس وآيزنكوت بالانسحاب من حكومة الطوارئ بسبب الاتجاه التنازلي لحزبهما “الوحدة الوطنية” في استطلاعات الرأي.
في مقابلة أجرتها معه القناة 13 وبثتها يوم السبت أيضا، قال آيزنكوت إن أكثر ما يندم عليه من فترة تواجده في كابينت الحرب كان عدم قيامه بممارسة ضغط أكبر لتمديد الهدنة المؤقتة التي استمرت أسبوعا بعد أن تم التوصل إليها مع حماس في نوفمبر للسماح بإطلاق سراح أكبر عدد من الرهائن. خلال ذلك الأسبوع، تم إطلاق سراح 105 رهائن. ويُعتقد أن 116 رهينة اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر ما زالوا في غزة يُعتقد أن بعضهم ليس على قيد الحياة.
كما قال آيزنكوت للقناة 13 أنه لو كان رئيسا للوزراء في 7 أكتوبر، لكان قد استقال بعد تحقيق “التوازن الاستراتيجي”، والذي قال إنه تم تحقيقه، ودعا نتنياهو إلى الاستقالة من منصبه والدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة لاستعادة ثقة الجمهور.
وحول خدمته في نفس الحكومة مع زعيم حزب “عوتسما يهوديت”، بن غفير، قال آيزنكوت إن التجربة كانت “مزعجة للغاية. لقد رأيت نهجا سطحيا ومندفعا للغاية يسعى إلى تصدر عناوين الأخبار، ولا يفهم بعمق تحديات الأمن القومي”.
بن غفير وزميله في اليمين المتطرف، وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، عضوان في المجلس الوزاري الأمني المصغر. وقال آيزنكوت للقناة 13 إن نتنياهو يتعمد الامتناع عن عرض معلومات على ذلك المنتدى لأن رئيس الوزراء “لا يثق بهما”.
اندلعت الحرب في 7 أكتوبر عندما تسلل مسلحو حماس إلى داخل إسرائيل وقتلوا نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واختطفوا 251 آخرين، خلال ارتكابهم لفظائع واعتداءات جنسية على نطاق واسع.
وقد قُتل 311 جنديا خلال الهجوم البري ضد حماس ووسط العمليات على طول حدود غزة. وتشمل الحصيلة ضابط شرطة قُتل في مهمة إنقاذ رهائن. كما قُتل مقاول مدني في وزارة الدفاع في القطاع. وفي شهر ديسمبر، قُتل غال، نجل آيزنكوت، أثناء القتال في غزة.