الولايات المتحدة تفرض عقوبات على “شباب التلال” وتعتبرها مجموعة منظمة
مسؤول إسرائيلي ينتقد توقيت الإعلان في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لهجوم صاروخي من إيران، إلى جانب "مستوى صادم من سوء الفهم" نظرًا لعدم وجود أي مجموعة رسمية تحمل هذا الاسم
أعلنت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء عن فرض عقوبات على “شباب التلال”، حيث تعاملت مع الشباب اليهود المتطرفين – الذين يحاولون إنشاء بؤر استيطانية غير قانونية في مختلف أنحاء الضفة الغربية، ومن المعروف أنهم يستخدمون العنف ضد الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية – كمجموعة منظمة.
ولكن من غير الواضح ما إذا كانت العقوبات ستكون فعّالة، حيث لا توجد منظمة رسمية تُعرف باسم “شباب التلال”، بل إن هذا المصطلح يُستخدم للإشارة إلى نشطاء اليمين المتطرف الذين يعيشون في الضفة الغربية. وقد فرض الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وأستراليا عقوبات على نفس “المجموعة” في وقت سابق من هذا العام.
لكن مسؤولا إسرائيليا انتقد قرار إدارة بايدن الإعلان عن الخطوة بينما كانت إسرائيل تستعد لهجوم صاروخي إيراني، والذي تم شنه في وقت لاحق من مساء الثلاثاء.
وقال المسؤول الإسرائيلي لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إن تصنيف مجموعة غير موجودة رسميا “يظهر أيضا مستوى صادما من سوء الفهم” للظاهرة، مشيرا إلى أن هذا دليل آخر على أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة ضد المتطرفين الإسرائيليين “سياسية بحتة” ولا تهدف إلى معالجة القضية فعليا.
ولم يستجب المتحدث باسم وزارة الخزانة الأميركية، التي فرضت العقوبات على ما يسمى بشباب التلال، لطلب التوضيح بشأن هذه المسألة.
وفي إعلانها، وصفت وزارة الخزانة الأمريكية حركة شباب التلال بأنها “جماعة متطرفة عنيفة هاجمت الفلسطينيين بشكل متكرر ودمرت منازل وممتلكات فلسطينية في الضفة الغربية”.
“من خلال هذه الأنشطة العنيفة، تعمل حركة شباب التلال بنشاط على زعزعة استقرار الضفة الغربية والإضرار بسلام وأمن الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء”، تابع الإعلان. “لقد دمرت حركة شباب التلال بلدات فلسطينية ونفذت عمليات قتل وحرق جماعي وغيرها من الهجمات التي يطلق عليها ’تدفيع الثمن’ للانتقام وترهيب المدنيين الفلسطينيين، واشتبكت مرارا مع الجيش الإسرائيلي أثناء مواجهته لأنشطتهم”.
وأشارت وزارة الخزانة إلى هجوم نفذه شباب التلال في بلدة المغير الفلسطينية، حيث أشعلوا النار في منازل ومبانٍ ومركبات، واعتدوا على سكان القرية، ونهبوا الممتلكات، بما في ذلك الماشية، وقتلوا فلسطينيا.
وفي يونيو 2023، نفذ ناشطون من اليمين المتطرف هجوما مماثلا في بلدة ترمسعيا الفلسطينية، أسفر عن مقتل فلسطيني آخر وإصابة آخرين، بحسب البيان الأمريكي.
ويشتهر شباب التلال بتخريب الكنائس والمساجد، وكتابة رسائل عنصرية على ممتلكات الفلسطينيين، واقتلاع أشجار الزيتون في محاولة لترهيبهم ونشر الخوف، حسب الإعلان.
ومع ذلك، هذا لا يصف أي نشاط لمنظمة رسمية تضم أعضاء، بل شبانا خارجين عن القانون، وغالبا ما لا يكون لديهم الكثير من الممتلكات التي يمكن الاستيلاء عليها.
وإلى جانب إعلان وزارة الخزانة، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية عقوباتها الخاصة ضد اثنين من المستوطنين الإسرائيليين – إيتان يارديني، بسبب ضلوعه بالعنف ضد المدنيين في الضفة الغربية، وأفيخاي سويسا، زعيم “هاشومير يوش”، وهي مجموعة خاضعة للعقوبات بالفعل تجلب المتطوعين الشباب إلى مزارع المستوطنين في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك البؤر الاستيطانية الزراعية الصغيرة التي تقول جماعات حقوق الإنسان إنها المحرك الرئيسي لعنف المستوطنين في جميع أنحاء المنطقة.
ويشكل تصنيف شباب التلال ويارديني وسويسا الدفعة السابعة من العقوبات التي أصدرتها الولايات المتحدة بناء على الأمر التنفيذي الذي وقعه بايدن في فبراير، بهدف الحد من عنف المستوطنين المتفشي ضد الفلسطينيين. وقد تم فرض عقوبات على سبعة وعشرين متطرفا وكيانا إسرائيليا حتى الآن.
ولم تحدث العقوبات الأميركية أي أثر تقريبا في إسرائيل وسط الهجوم الصاروخي الإيراني يوم الثلاثاء، والذي ساعدت واشنطن إسرائيل في إحباطه.
ولكن بعد الإعلان عن الدفعة الأخيرة في أواخر أغسطس، أصدر مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بيانا قال فيه إنه “ينظر بجدية كبيرة” إلى فرض العقوبات على مواطنين إسرائيليين، وقال إن القضية كانت موضوع “مناقشات عميقة” مع الولايات المتحدة.