بعد ظهر يوم 7 يونيو، كنت جالسة لحضور اجتماع في السفارة المصرية في تل أبيب عندما رن هاتفي وظهرت رسالة على الشاشة.
كُتب في الرسالة “بعد 18 شهرا من موافقة اللجنة، صادقت الحكومة أخيرا على تعيين أميرة أورون سفيرة لإسرائيل في مصر”.
قلت للدبلوماسي المصري الذي كنت أتحدث معه: “لقد حصلتم للتو على سفيرة جديدة اليوم”.
ابتسم مضيفي ابتسامة عريضة وقال: “الكل في مصر يعرف أميرة. نحن سعداء لقدومها. لقد انتظرنا ذلك لفترة طويلة “.
وكذلك فعلت أورون. في عام 1991 عندما كانت متدربة في السلك الدبلوماسي الإسرائيلي، قالت أورون صديقتها ديتزا فرويم إنها ستكون أول امرأة تشغل منصب سفير إسرائيل لدى القاهرة. استغرق الأمر 29 عاما، بما في ذلك تأخير طويل بعد ترشيحها الأولي بينما كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يفكر في تعيين النائب عن حزب “الليكود” أيوب قرا في المنصب بدلا من ذلك، ولكن في عام 2020 تحقق هذا التوقع.
بعد ما يقرب من نصف عام من توليها أحد أكثر المواقع الدبلوماسية حساسية في إسرائيل في سبتمبر، قالت أورون لـ”تايمز أوف إسرائيل” إن العلاقات مع مصر آخذة في التحسن، وأن المشاعر المعادية لإسرائيل في البلاد تتلاشى، وأن التقارير عن رحلة نتنياهو إلى القاهرة سابقة لأوانها، رغم أن إسرائيل تعمل على تحقيق ذلك.
أورون، 54 عاما، هي دبلوماسية مخضرمة وتتحدث اللغة العربية بطلاقة، عملت سابقا كدبلوماسية مبتدئة في مصر، ونائبة للمتحدث باسم وزارة الخارجية، وعملت في أنقرة بصفتها القائمة بالأعمال لإسرائيل في أعقاب مداهمة أسطول غزة، عندما تم خفض مستوى العلاقات بين تركيا وإسرائيل، مما جعلها الدبلوماسية الإسرائيلية صاحبة المنصب الأرفع هناك.
جاء وصول أورون بعد أكثر من عام من ترك السفير الإسرائيلي السابق ديفيد غوفرين منصبه. تولى غوفرين منصب القائم بأعمال السفير رسميا حتى وصولها في سبتمبر 2020، لكن عدم وجود سفير كامل يدير الأمور أعاق النشاط الدبلوماسي.
“حتى الآن كان الأمر رائعا وممتعا وحتى مثيرا. أنا أعمل على تعزيز أنشطتنا في مصر، لتوسيعها وتنويعها. عندما وصلت إلى هنا، لم تكن السفارة تعمل بالشكل المطلوب. أعرف المكان جيدا وآمل أن أعود إلى المسار الصحيح في أقرب وقت ممكن”.
توقفت فترة ولاية غوفرين في مصر لمدة ثمانية أشهر عمل خلالها هو وطاقمه من إسرائيل بسبب تهديدات أمنية غير محددة، في تذكير بالجو المتوتر الذي يعمل فيه الدبلوماسيون الإسرائيليون في القاهرة.
في عام 2011، اقتحم محتجون مصريون جدارا خارجيا للسفارة الإسرائيلية في حي الجيزة بالعاصمة، مما اضطر إلى إجلاء موظفيها الدبلوماسيين. في عام 2015، أعادت إسرائيل فتح بعثتها في موقع جديد في حي المعادي المحاط بالأشجار في القاهرة. تقول أورون، التي يحجم عن الحديث عن المخاوف الأمنية، إن السفارة قد تنتقل مرة أخرى في غضون ثلاث أو أربع سنوات.
وقالت: “يقوم الرئيس عبد الفتاح السيسي وحكومته ببناء عاصمة إدارية جديدة، على بعد 60 كيلومترا شرق وسط القاهرة. سيتم نقل جميع الوزارات الحكومية إلى هناك، بالإضافة إلى البرلمان ومكتب الرئيس والمزيد. كما تم التخطيط لإقامة حي دبلوماسي وأقدّر أننا سننتقل أيضا”.
العلاقات بين إسرائيل ومصر لم تكن دافئة قط، لكن أورون تصر على وجود فرص لتوسيع العلاقات من خلال تعزيز التجارة الثنائية والتنمية.
“نريد إعادة الموضوعات التي كانت وثيقة الصلة بين إسرائيل ومصر في الماضي، مثل المياه والزراعة. فيما يتعلق بتحلية المياه، مع نمو مصر، ستحتاج إلى المزيد من المياه عالية الجودة”.
تعرض إسرائيل، الرائدة عالميا في مجال تحلية المياه، على مصر صفقات في مجال المياه منذ 20 عاما، لكن القاهرة لم تبد أبدا الكثير من الاهتمام. تقول أورون إن بناء إثيوبيا لسد النيل المثير للجدل، والذي قد يقطع تدفق المياه إلى مصر، قد يجبرهم على إعادة التفكير.
وتضيف اورون: “أنا لا أقول إنهم يطرقون أبوابنا، إنهم ينظرون في المسألة، لكن مصر ستحتاج بالتأكيد إلى كميات كبيرة من المياه، وإسرائيل لديها قدرات ومعرفة والإسرائيليون يعيشون في مناخ جاف مماثل. نحن قريبون فعليا ونعرف كيفية بيع التقنيات. بصفتي سفيرة، سأكون سعيدة بشرح ذلك بالتفصيل للمسؤولين الحكوميين المصريين المعنيين والتطرق كذلك للهواجس التجارية المصرية”.
بالنسبة لأورون، تدور الدبلوماسية حول تحديد الاحتياجات والتأكد من أنك “تلعب في الميدان الصحيح مع كل بلد”.
“كان بإمكاني التحدث عن قطاع التقنية العالية في إسرائيل، لكن تحليل احتياجات مصر والمواضيع التي يتعامل معها الجمهور المصري [هي]… المياه والزراعة وإنتاج الغذاء المحلي ذي الجودة، لكي لا يكونوا بحاجة للاعتماد على واردات الغذاء. لذا فإن جميع الشركات الإسرائيلية التي تتعامل مع تكنولوجيا الغذاء والمياه والتغذية والادخار في قطاع المياه، هذه هي الأشياء التي نحاول تطويرها”.
مجال رئيسي آخر للتعاون المحتمل بين البلدين هو الطاقة. كلا البلدين طرف في “منتدى غاز شرق المتوسط” الذي مضى على تأسيسه عام، والذي يضم أيضا اليونان وقبرص والأردن والسلطة الفلسطينية.
يجسد هذا المنتدى، أكثر من أي شيء آخر، التغيير الجيوسياسي في المنطقة. باستثناء إيطاليا، مصر هي الدولة الوحيدة في حوض البحر الأبيض المتوسط التي لديها منشأتان للغاز الطبيعي المسال (LNG). حتى وقت قريب، كانت المحطات تعمل بقدرة منخفضة، حوالي 30%، لكن هذا الرقم زاد منذ عام 2018، في نفس الوقت تقريبا الذي وقّعت فيه إسرائيل على اتفاق لتصدير الغاز مع مصر. تصدّر مصر الغاز إلى أوروبا، والذي أصبح مصدر دخل مهم لها.
تقول أورون: “على المستوى الثنائي، تنتج هذه المنطقة الكثير من النشاط بالنسبة لنا. هناك علاقة شخصية ممتازة بين وزير الطاقة لدينا يوفال شتاينتس ووزير الطاقة المصري طارق الملا. وتعتبر مصر إسرائيل عاملا مهما في المنطقة، كما تراقب عن كثب المحادثات مع لبنان بشأن المنطقة الاقتصادية البحرية الخالصة”.
الوقت الذي قضته أورون في تركيا، والذي أشرفت خلاله على الدبلوماسية الإسرائيلية خلال فترة معقدة بشكل خاص من العلاقات منخفضة المستوى حتى عام 2016، منحها نظرة فريدة للمنطقة، لا سيما فيما يتعلق باحتياطيات الغاز تحت سطح البحر، والتي كانت مصدرا للتوترات الأخيرة بين أنقرة والقاهرة.
ردا على سؤال حول كيفية تأثير استبعاد تركيا من منتدى غاز شرق المتوسط على علاقات اسرائيل مع أنقرة، قالت إن العلاقة مهمة، على الرغم من تحديها بسبب “استفزازات” الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
على الرغم من ذلك، في الآونة الأخيرة، يبدو أن أردوغان قد غير موقفه، حيث أعرب علنا في أواخر الشهر الماضي عن رغبته في تحسين العلاقات مع إسرائيل.
بالنسبة لأورون، فإن هذا التغيير في الموقف هو دلالة على قلق تركيا من عزلها سياسيا. وتشير إلى أن الوضع هو تكرار لما حدث في عام 2015، عندما أسقطت تركيا بطريق الخطأ طائرة روسية، وحاولت إصلاح الأمور من خلال تحديث المفاوضات مع إسرائيل بشأن خط أنابيب غاز، وهو مشروع تقول أورون إنه لم يعد مطروحا منذ ذلك الحين.
في ذلك الوقت، “دفع نائب الرئيس الأمريكي آنذاك جو بايدن لإجراء محادثات بين إسرائيل وتركيا”، على حد قولها. وبعد خمس سنوات، أصبح الأتراك منعزلين مرة أخرى. لديهم الكثير من النزاعات والخلافات مع العديد من البلدان في حوض البحر الأبيض المتوسط”.
“إعادة التفكير في علاقتهم بإسرائيل”
أورون هي دبلوماسية في كل ما في الكلمة من معنى، ولذلك تتنقل في المحادثة بحرص، وتستخدم بحكمة المصطلحات غير العدوانية، ولكن لا يزال بإمكان المرء قراءة نقدها لتركيا وعاطفتها العلنية تجاه مصر بين السطور. هذه المودة أعمق من الدبلوماسية، وهي في الواقع جزء من تاريخ عائلتها.
وتقول: “قصة عائلتي متجذرة في مصر. أنا أقدّر حقا هذا البلد والمصريون يعرفون ذلك”.
كان جد أورون، وهو مقدسي يُدعى بنيامين، ابنا الوحيد وأرسلته والدته إلى الأرجنتين في وقت ما في أوائل القرن العشرين لتجنب تجنيده في جيش أجنبي.
عند عودته إلى المنطقة، التي كانت آنذاك تحت الحكم البريطاني، توقف بنيامين في الإسكندرية بمصر، وانتهى به الأمر بالبقاء هناك لعدة سنوات مع عمته.
في هذه المدينة الساحلية التقي بجدة أورون، ليفانا، سيدة يهودية جاءت إلى المدينة هربا من معاداة السامية في موطنها سراييفو.
أسس الاثنان عائلة وأنجبا بنات وعاشوا هناك لمدة 6-7 سنوات حتى هاجرت العائلة إلى إسرائيل.
“إن مصر هي حضارة عمرها آلاف السنين ولها تاريخ غني. نحن اليهود لنا دور في قصة مصر. غادرنا مصر وعدنا إليها. كانت عائلتي تتنقل بينها وبين القدس”، كما تقول ، مشيرة إلى ذلك باعتباره”خروج عائلتها من مصر”.
تتحدث بحماس عن الإسكندرية، ثاني أكبر مدينة في مصر، قائلة إن خالاتها سيتحدثن في كثير من الأحيان عن مدى عالمية المكان، وكم كان من الرائع العيش هناك.
وتقول: “كانت ملجأ لجدي وجدتي. كل منهما هرب من مكان آخر”.
لكنها تقول أيضا إن التاريخ هو السبب وراء عدم ارتياح المصريين لفكرة العلاقات الدافئة مع إسرائيل من النوع الذي تشهده الإمارات العربية المتحدة.
“إنهم يعون الحروب بين البلدين من الماضي. بما أن مصر تعتبر قائدة العالم العربي، فإن القضية الفلسطينية هي جزء مهم من السياسة الخارجية للبلاد. لا يمكن لمصر أن تنأى بنفسها عن التزامها بهذه القضية. لقد وُجدت معهم، ليس منذ عام 1977 ولكن منذ لحظة إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية في عام 1965”.
وتضيف: “مع كل الاحترام الواجب للدول العربية، لكن مصر هي زعيمة العالم العربي، وبالتالي فهي تفسر التزامها تجاه الفلسطينيين بشكل مختلف”.
وتقول أورون إنه حتى لو لم تعزز مصر علاقات دافئة مع الإسرائيليين، كما فعلت الإمارات والمغرب، فإنها أيدت مع ذلك اتفاقي التطبيع، على الرغم من الحاجة إلى موازنة ذلك بإشارة إلى الفلسطينيين.
وتقول “رحب المصريون بهذا التطور، لكنهم في نفس الوقت أرسلوا وزير الخارجية سامح شكري لزيارة رام الله، ودعا السيسي محمود عباس إلى القاهرة وأخبره أنه ملتزم بالقضية الفلسطينية”. إن مصر مجاورة لغزة، والفلسطينيون على حدودهم. وفود المخابرات المصرية تتنقل ذهابا وإيابا في محاولة لاسترضاء حماس ومنع التصعيد. ومثلما لا يستطيع الأردن أن ينفصل عن القضية الفلسطينية، فكذلك مصر”.
تزعم أورون أنه لا تزال في البلاد مشاعر راسخة مناهضة للتطبيع، مشيرة إلى أن النقابات العمالية في البلاد لا تزال ملتزمة بقرار عام 1977 بعدم إجراء أي تطبيع ثقافي مع إسرائيل.
وتشير إلى رد الفعل العنيف الذي تعرض له المطرب المصري محمد رمضان، الذي تم التنديد به بشدة وهُدد بالمقاطعة بعد تصويره في الإمارات مع نجم البوب الإسرائيلي عومر آدم.
لكنها ترى أيضا تغييرات جارية.
وتقول: “يغير العالم العربي توجهه تجاه إسرائيل ويدرك أن تركيا وإيران هما من يتحديان العالم العربي. في مصر أيضا، يعيدون التفكير في كيفية ارتباطهم بإسرائيل. أرى هذا التغيير في وسائل التواصل الاجتماعي وليس فقط من النظام”.
وتؤكد أن التحريض ضد إسرائيل في التلفزيون وغيره من وسائل الإعلام، رغم قساوته، أصبح شيئا من الماضي.
“أرى المزيد من البيانات حول التاريخ اليهودي، والامتنان لحقيقة أن اليهود كانوا جزءا من النسيج التاريخي والثقافي لمصر. قرر الرئيس المصري السيسي ترميم المقبرة اليهودية التي يعود تاريخها إلى ألف عام في حي البساتين”، كما تقول في إشارة إلى مشروع ممول من الولايات المتحدة لترميم المقبرة اليهودية القديمة في القاهرة، والتي ظلت في حالة يرثى لها منذ عقود، وتضيف “منذ عام مضى، شهدنا ترميم كنيس إلياهو هنافي في الإسكندرية باستثمار مالي من الحكومة المصرية. هذه أشياء جديرة بالامتنان والتقدير”.
لكن عندما سُئلت عن الكراهية المستمرة تجاه إسرائيل على وسائل التواصل الاجتماعي وفي الوعي الشعبي، أقرت بأن الجهود المبذولة لرفع مستوى النظرة إلى إسرائيل لا تزال عملا قيد التنفيذ.
“هناك تصريحات معادية لإسرائيل، هناك شك، للأسف. من ناحية أخرى، على وسائل التواصل الاجتماعي، نرى أيضا رغبة في الاعتراف بأن اليهودية كانت جزءا من مصر. نحن نرى أنه يجب أن نتحلى بالشفافية، وأن نظهر جوانب إسرائيل التي يمكن إظهارها، وأن نرسل رسالة حسن جوار، وننقل لهم رغبتنا في المساعدة، ومنع الأخطار على إسرائيل ومصر، والعمل من أجل التعاون على الجبهة الأمنية والعسكرية”.
على الجانب الآخر من المعادلة، أظهر الإسرائيليون سعادة أكبر في احتضان مصر، على الأقل كسياح. وفقا لأورون، زار 300 ألف إسرائيلي مصر في عام 2019، معظمهم من محبي الاستجمام الذين يزورون الشواطئ الرملية في شبه جزيرة سيناء. آخرون زاروا القاهرة في مجموعات سياحية.
وتقول “جاء ذلك في نهاية عقد صعب للغاية لمصر، والذي أخرجوا أنفسهم منه اليوم. شهد العقد تغيرات سياسية وعدم استقرار وانعدام الأمن ورمز عام 2019 إلى عودة السياح إلى مستويات عام 2010. لكن بعد ذلك، أوقف كوفيد-19 كل شيء”.
“في إسرائيل، نحن ندرس ما يمكن القيام به، حيث يوجد تحذير دائم بشأن السفر إلى سيناء بسبب مخاوف بشأن الجماعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية، ولكن كما ذكرنا، بعد فترة صعبة، لم تعد مصر في المرحلة التي كانت فيها خلال السنوات العشر الماضية. لقد عملت الأجهزة الأمنية على تحقيق الاستقرار في البلاد ولا ترى هجمات إرهابية، كما أنها تأمل في زيادة الطلب على السياحة”.
وتشير إلى أنه قبل انتشار جائحة كورونا، كانت إسرائيل تحاول الدفع برحلات جوية مباشرة إلى شرم الشيخ، التي تصفها بأنها “منتجع جميل … مع وجود البنية التحتية البريطانية وقوات الأمن والدفاع الجوي”، في إشارة إلى حادثة إسقاط طائرة ركاب روسية أقلعت من المدينة في عام 2015.
“لقد أجرينا مناقشات في الماضي حول تسويق حزم سياحية تجمع بين مصر والأردن وإسرائيل، والآثار والحضارات القديمة والمنتجعات. مع هبوب رياح جديدة في المنطقة، ربما حان الوقت للعودة إلى هذه الفكرة”.
“بناء السلام، سنتيمتر بسنتيمتر”
ترفض أورون تأكيد خبر نُشر مؤخرا في صحيفة “يسرائيل هيوم” حول خطط للقاء مرتقب بين نتنياهو والسيسي، لكنها تقول إن القدس تعمل على حسم زيارة محتملة لنتنياهو إلى القاهرة قريبا لمثل هذا اللقاء.
وتقول: “التقى نتنياهو والسيسي في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2018 وتم تصويرهما وهما يضحكان معا. أما بالنسبة للقاء، فهذه مسألة لا يزال يتعين النظر فيها”.
هل المصريون مهتمون بالوضع السياسي الداخلي في إسرائيل؟
“هناك بعض التقارير حول الفوضى السياسية في إسرائيل، لكن لا شيء بارز. صحيفة ’الدستور’ لها قسم أسبوعي عنوانه ’محطة تل أبيب’… وهي تغطي القضايا والسياسة الإسرائيلية. كل مسألة تشكيل الائتلاف في اسرائيل غريبة عليهم وهم لا يعرفون ذلك ولا يفهمونه. بشكل عام، منذ وصول السيسي إلى السلطة، كان هناك قدر كبير من الثقة بين نتنياهو وبينه. كان هناك قدر من الثقة مع حسني مبارك أيضا. هناك تنسيق واستقرار بين نتنياهو والسيسي، وهذا مفيد للمنطقة بأسرها “.
“بصراحة، الصحافة في مصر أكثر انشغالا بتركيا وإيران ومحاولة معرفة ما ستكون عليه العلاقة مع بايدن، لأن ما حدث لمصر مع [باراك] أوباما ترك طعما سيئا. إنهم قلقون، حيث كان هناك خلاف عندما قال أوباما لمبارك ، في ذروة احتجاجات 2011 في مصر ’اذهب’، وبعد ذلك، لم يقدم أوباما المساعدات العسكرية لهم. هم يتذكرون هذا وهم قلقون بهذا الشأن. في الوقت الحالي، يرسلون برقيات مفادها أن العلاقات بين واشنطن والقاهرة ستكون جيدة ومستقرة”.
هل مازلت تبدأين يومك بقراءة الجريدة بالعربية؟ أم هل تحولت إلى قراءة الأخبار على الإنترنت؟
“إذا لم تكن لدي الصحف المصرية المطبوعة على المنضدة في الصباح، لا يمكنني أن أبدأ يومي. أفضل عدم تحديد الصحف التي أقرأها، حتى لا أسيء للآخرين ، لكني أقرأ كل المقالات المهمة، كل يوم. ما زلت أحتاج إلى الصحافة المطبوعة، ما زلت أريد قلب الصفحات. لدي ضابط اتصالات في السفارة يتصفح المواقع الإخبارية البارزة ويعد الملخصات لي. الصحافة المصرية ديناميكية للغاية، أي شخص يريد الخدمة في القاهرة يحتاج إلى قراءة مجموعة متنوعة من الأخبار والاهتمام بها”.
كتاب “عمارة يعقوبيان” للكاتب المصري علاء الأسواني، والذي تُرجم إلى العبرية ضد رغبته ، حقق نجاحا كبيرا رغم ذلك في إسرائيل. بما أن الإسرائيليين لا يستطيعون زيارة القاهرة بسبب قيود كورونا، هل لديك أي توصيات أخرى لكُتاب مصريين كبار؟
“أولا وقبل كل شيء، أي كتاب للحائز على جائزة نوبل للآداب نجيب محفوظ. إنه مشهور في إسرائيل. أوصي أيضا بالكاتب المعاصر يوسف زيدان، الذي تمت ترجمة كتابه ’عزازيل’ إلى العبرية والإنجليزية. إنها قصة راهب قبطي هرب في القرن الخامس من مصر إلى سوريا وتجاربه. كتاب رائع. بالمناسبة، هناك باحث مصري في المركز الأكاديمي الإسرائيلي في القاهرة يترجم الكتب غير الخيالية من العبرية إلى العربية. على سبيل المثال، قام بترجمة ’Arabian Nights.Com’ لجاكي حوغي من العبرية إلى العربية”.
منذ سنوات أخبرتني أن العمل كسفيرة في مصر هو هدف حياتك. منذ متى وأنت تحلمين بهذا؟
“هذا صحيح. إن دور السفراء في العالم مهم، ولا أقصد الإهانة للآخرين، لكن هناك اثنان – السفير في مصر والسفير في الأردن – اللذان يستيقظان كل صباح ويبنيان السلام يوما بعد يوم، سنتيمترا بسنتيمتر. هذه مهمة مباركة، السلام”.